عبدالله الجنيد

المفتش العام مطر

الاثنين - 12 ديسمبر 2016

Mon - 12 Dec 2016

كل دواوين الرقابة الخليجية ليست بكفاءة المفتش العام مطر، فهو يعتمد الزيارات المفاجئة وينشر تقاريره بكل شفافية متجاوزا كل الوزارات ولجانها المختصة. بالطبع في أغلب وزاراتنا رغم صلوات الاستسقاء إلا أن الوزراء في خلواتهم يدعون العلي القدير أن يصيب الوزارات الأخرى. ويشهد الجميع بنزاهة وعطاء المفتش مطر، فهو يعم بخيره ويكشف المستور دائما. أما من يضع المواصفات والمقاييس الفنية لمشاريعنا فما زال يتجاهل ملاحظات المفتش العام رغم ثبوت زياراته الموسمية منها أو المفاجئة، أو قد يكون ذلك بسبب تجاهلهم نتائج الاحتباس الحراري للكرة الأرضية. فعلى مدار السنوات العشر الأخيرة ثبت ارتفاع معدلات هطول الأمطار، وكذلك هو حال متوسط درجات الحرارة في قيظ صيفنا.



فمثلا لماذا لا يتم التفاهم مع الأستاذ مطر بحبس ما تفيض به الوديان في سدود أو خزانات أرضية طبيعية، لنستخدمها بعد ذلك في الزراعة أو التحكم في تصريفها في فترات الصيف الحارة فيكون لها تأثير مباشر في تخفيف حرارة المسطحات وإنبات نباتات تساعد في تثبيت التربة. فمن خلال التصريف المبرمج سنسهم في إبقاء الأحزمة الخضراء الموسمية لفترات أكبر من الزمن، وبذلك نحقق محاربة زحف الصحراء وحدة العواصف الترابية «الهبوب». بالتأكيد أن نتائج ما نتحدث عنه سوف يتطلب الكثير من التراكمات لنرى نتائجها مستقبلا، إلا أن طريق المئة ميل يبدأ بخطوة.



وهي خطوات قد تجعلنا أكثر تآلفا مع المفتش العام مطر. كذلك قد أقترح أمرا آخر، ففي المملكة العربية السعودية مناطق جبلية ذات مناخ مناسب تصلح للاستزراع السمكي مثل السلمون وأنواع أخرى ذات قيمة سوقية عالية لحما وبيضا «كافيار»، والأستاذ مطر يوفر أهم المكونات دون أن يحتسب أية قيمة لما يقدم من إسهام لأهم مكونات المشروع. وبدل الاستغراب من الاقتراح ليراجع البعض مزارع إنتاج الكافيار من سمك الحفش في السعودية والإمارات. فهي صناعة تدر عشرات الملايين من الدولارات وتخلق وظائف. وحتى التحطيب الجائر الذي يتسبب في تدمير البيئة، يمكننا بفضل مطر تحويل مساحات جبلية أو أخرى مناسبة باستزراع أنواع من الأشجار سريعة النمو تستطيع سد الحاجة من حطب المخيمات وتحفظ النباتات الطبيعية من الجور عليها، وفيها وظائف وقروش.



يجب أن لا تبتئس وزاراتنا من المفتش العام مطر فهو حسن النية ويستقبل بكل حفاوة من قبل أغلب دول العالم. وقبل أيام قليلة صرح أحد الوزراء الخليجيين بأن بلاده سوف تضطر لاستيراد الماء قريبا، وربما كان ذلك التصريح سبب امتعاض المفتش العام مطر، مما جعله يبكر في زيارته التفتيشية هذا العام. شخصيا أنا أعشق المفتش العام، فبعد زيارته التفتيشية الأخيرة لبيتنا، قطع الكهرباء عني لخطورة

بعض التوصيلات. فأصلحتها من فوري دون تأخير لأستطيع متابعة الدوري الإنجليزي وسباق الجائزة الكبرى في العاصمة الإماراتية أبوظبي والتي فاز بها سائقي المفضل.



فبالنيابة عني وبالأصالة عن عموم شعب دولة تويتر نتقدم بخالص الشكر والتقدير للمفتش العام مطر، فأنت الضيف العزيز الذي نشتاق له حال مغادرته. ونرجو ألا تنزعج من تصريحات بعض مسؤولينا فأنت حبيب الشعب.



[email protected]