عبدالإله الجبل

الغرفة رقم 4!

الاثنين - 12 ديسمبر 2016

Mon - 12 Dec 2016

‏لا يكاد يمضي يوم إلا وتطالعنا الصحف بخبر عن الزيارات التفقدية للمسؤولين، وفي الحقيقة أتعجب دائما وتصيبني الحيرة عندما أرى الجولات التفقدية التي يقرها مسؤولونا الكرام، علما بأنها سوف تكون اقتناصة تجلب الرقي والتعديل للواقع المرير، ولكن الحقيقة عكس ذلك فالجميع يعلم.. والمسؤول هو الشخص الوحيد الذي يعتقد أن لا أحد يعلم عن قدومه.‏



أتمنى أن تكون الزيارات مفاجئة وضمن مهام أي وزير أو مسؤول تقع تحت عاتقه وزارة أو إدارة ما، لكي يكون هناك شيء من المتابعة والمصداقية على أرض الواقع، فالزيارات المعلن عنها مسبقا والتي تصاحبها عدسات الكاميرا ووسائل الإعلام والزخم الكبير من المسؤولين لا تنقل الصورة الحقيقية لما يعيشه المواطن، ولنا في الغرفة رقم 4 خير شاهد.. فأين الفائدة من الاختباء خلف مأساة مواطنين وأوجاع مرضى واحتياجات أطفال ونقص خدمات.



فما فعلته تلك السيدة أثناء زيارة وزير الصحة لمستشفى عسير وطلبها لزيارة القسم غير المهيأ هو عين الصواب ‏فتلك الأقسام ليست مجدولة بسجل الزيارة، لكن شجاعة تلك المرأة لخبطت كل الأوراق ليستجيب الوزير لرؤية الواقع كما هو.. فأروقة المشافي فيها من الألم ما الله به عليم، فحال المراجعين المنتظرين خلف طابور المواعيد قد يصل إلى أشهر لإجراء عملية قلب بشكل عاجل! وأب لا يكل ولا يمل من مراجعاته لطفله الذي يتمنى أن يحصل على سرير بأحد المستشفيات التخصصية، فمشافي المحافظات غير مؤهلة لمتابعة حالته والحديث يطول عن مناشدات العلاج.. ووسائل التواصل الاجتماعي تنقل لنا يوميا مناشدات لوزارة الصحة وأغلبها لحالات إنسانية صعبة، كان قدرها أن تولد في محافظة بائسة تأخرت الوزارة عن توفير كوادر طبية وخاصة مدن الأطراف.



فطفل تيماء مثال حي على ذلك، حيث يعيش على أجهزة التنفس الصناعي في منزله من جراء نقص أكسجين تعرض له أثناء الولادة تسبب له في ضمور في المخ، فقد تكالبت عليه الأسباب من أجل نقله لمستشفى متخصص، رجاؤه الوحيد أن يجد علاجه.. وحال مستشفى تيماء التابع لمنطقة تبوك لا يختلف عن بقية مستشفيات المحافظات بالشمال، كلها تشترك في نقص الخدمات والكوادر الطبية المهيأة للعلاج، فأغلب غرف المستشفيات نسخة من الغرفة رقم أربعة!



‏ومع ذلك يحدونا الأمل بالله ثم بزيارة معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لمنطقة تبوك، وأتمنى خلال جولته أن يبحث بنفسه إن كان هناك تواجد للغرفة رقم أربعة أم لا.. فالجميع يتطلع إلى تلك الزيارة، ويعلق عليها أهالي المنطقة آمالا كبيرة بتفقد الاحتياجات والنهوض بمستشفياتنا ومراكزنا الصحية لتحقيق رؤيتنا على أكمل وجه.