حمود الباهلي

النميمة.. وجهة نظر مختلفة!

الاحد - 11 ديسمبر 2016

Sun - 11 Dec 2016

سئل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في لقاء تلفزيوني عن كتاب جيد قرأه مؤخرا، كانت إجابته: (Sapiens: A Brief History of Humankind) تاريخ موجز للبشرية، قرأت الكتاب قبل فترة، ويستحق الإطراء من الرئيس أوباما، فقد غير الكتاب من نظرتي لتاريخ البشرية.



من الأفكار الظريفة في الكتاب أنه لا يمكن تخيل البشرية من دون وجود (نميمة وقيل وقال)، فقد كانت إحدى أدوات صنع التاريخ البشري.

ليست اللغة مختصة بالبشر فقط، للحيوانات لغتها الخاصة، لكن لغة الحيوان محدودة لغويا، كما أنها وظيفية، لن تجد نملة تهمس في أذن أخرى «تلك النملة حامل، لكنها تخفي ذلك عنا خوفا من الحسد».



على مدار التاريخ، كان الفلاحون في مزارعهم والتجار في دكاكينهم، والمسافرون في الطرقات، يقضون أغلب أوقاتهم في تتبع أخبار الآخرين، فلان تزوج، علان سافر.

لو استمعنا إلى أحاديث أطباء في أفضل مستشفى أو باحثين في أحسن المعاهد العلمية، لن نجد اختلافا (نوعيا) بين أحاديثهم وأحاديث موظفين حكوميين متقاعدين في قرية نائية.



لو توقف (الملاقيف) عن التحدث عن شؤون الآخرين، لما وجدنا متعة في قراءة كتب الأدب والتاريخ والسير والتراجم، فقد استلهمت هذه الكتب مادتها مما تناقله الرواة عن الملوك والقادة والزعماء التاريخيين.



مهما عبنا (القيل والقال)، مجالسنا لا تحلو إلا بها! إنها فاكهة المجالس، لا بد لأي شخص اجتماعي أن يكون له رصيد منها.



يمكن اعتبار النميمة والثرثرة عن الآخرين إحدى طرق الدعاية السلبية، كما كان تحدث الناس بالسوء عن شخص ما سببا في معرفة الناس به. الشاعر حيدر عبدالله مثال جيد على ذلك، (تقطيع) الناس له في كل مجلس قدمه لجمهور لم يسمع به من قبل. المواد التي تنتشر بصورة جنونية بين أفراد المجتمع، لا بد أن (تلوكها) الألسنة، هذه ضريبة الانتشار.



النميمة من خصائص التواصل البشري! حقيقة لا يمكن إنكارها، الوعي بها يفيدنا في الاستفادة منها قدر الإمكان.