فائز صالح جمال

تجربتي مع تويتر والحاجة لإصلاح مجتمعي

الأحد - 11 ديسمبر 2016

Sun - 11 Dec 2016

منذ عدة سنوات بدأت تجربتي في عالم التغريد وأصبحت من (آل تويتر) كما يحلو للبعض وصف المغردين..

بالطبع التغريد برغم تطور أدواته إلا أنه يظل محدودا بـ 140 حرفا للتعبير عن الآراء والأفكار.. وهو ما يتسبب في بعض الأحيان في سوء الفهم لمضمون التغريدة أو ما ترمي إليه.



وبرغم منافع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد ومن بينها تويتر، إلا أنها كشفت عما كان مختبئا من إشكالات وأمراض مجتمعية خطيرة.

كشفت عن عنصرية عرقية وعنصرية جنسية وعنصرية مناطقية وقبائلية بعضها كان مسكوتا عنه ومستصغر الأثر.. وحتى الطائفية الدينية والمذهبية طفت بعنف على السطح..



في بعض الأحيان تشعر بأن هناك حملات منظمة ومجموعات متفقة على شن الحملات ومهاجمة خصومها بقسوة وبألفاظ نابية وبأسلوب يكتنفه الكثير من التسفل وسوء الأدب.



وقد مررت بمواقف عديدة تعرضت فيها للشتم والتعدي مثلت لي في البداية صدمات، وحاولت محاورة بعض المتعدين لفظيا لتصحيح فهمهم لمقاصد التغريدة، وأحيانا مذكرا نفسي وإياهم بالآيات والأحاديث التي تحث على الرفق واللين وقول التي هي أحسن خصوصا إن سمت بعضهم يظهر تدينهم والبعض الآخر يضع عبارات في معرفه توحي بذلك، لكني للأسف لم أجد من معظمهم إلا المزيد من العنف، فآثرت بعدها السكوت والحظر لمن يتجاوز أدب الحوار ويتعدى في ألفاظه دون الرد عليهم.



وفي الغالب لا يعرف سبب واضح لهذا العنف اللفظي من بعض فئات مجتمع تجاه فئات أخرى، ولا كذلك سبب العنف اللفظي تجاه الفرد أو الأفراد المخالفين في آرائهم.

من المفترض أن تربيتنا الدينية تحث على الأدب والإحسان والرحمة واحترام الكبار والعطف على الصغار وقول التي هي أحسن، وتدعونا إلى التواضع والمساواة وأن لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.. فرسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.



ولكن واقعنا للأسف خلاف ذلك.. فتجد الصغير لا يوقر الكبير ولا يتورع عن شتمه بأقذع الشتائم بل ويعيره بشيبه وكبره وعجزه، وتجد الجاهل لا يقيم وزنا للعالم ولا يتوقف عن قصفه بجملة من الكلمات النابية، ولبعض النساء صولات وجولات تجاه (أبوسروال وفلينة) ولبعض الرجال مثلها تجاه (أم ركب سود)، ولبعض الحضر مقولاتهم تجاه البدو والبدو تجاه الحضر.. إلى آخره.



ولذلك، نحن في حاجة ماسة لاستقصاء الأسباب ومعرفة الدوافع لكل هذا الكم الذي تنضح به مواقع التواصل الاجتماعي من هجوم وشتائم وقذف وتشهير.. والعمل على علاجها قبل أن تتفاقم ويتجاوز عنفها العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي نتيجة للشحن النفسي والعاطفي لأطراف الخلاف، ويمتد الأمر إلى بث مشاعر الغضب والكراهية في المجتمع وتفتيته وإضعافه.



لا بد للجهات المعنية بالمجتمع والتنمية المجتمعية أن تعمل على مواجهة ظواهر العنف المجتمعي، ومنها ظاهرة العنف اللفظي في مواقع التواصل الاجتماعي وتهذيب سلوك أفراد المجتمع الذين جنحوا إلى العنف تجاه الآخرين من خلال برامج إعلامية وتربوية أخلاقية تشيع مكارم الأخلاق، ومنها التسامح والتعاطف والمحبة بين أفراد الأسر والمجتمع، ومترافقة مع قوانين رادعة وتطبيق حازم لها على كل من يتعدى على غيره.

والله ولي التوفيق.



[email protected]