السعودية والقوة الناعمة
الأحد - 11 ديسمبر 2016
Sun - 11 Dec 2016
قبل أيام احتفلت قبائل الهنود الحمر في محميات (دكوتا) الأمريكية بعد انتصارهم ضد شركات النفط وإجهاضهم مشروعا ضخما لتشييد أنابيب تخترق محميّاتهم وتهدد إرثهم التاريخي والثقافي والحضري. لم يكن هذا الخبر الذي لفت انتباهي، وإن كان انتصارا فاخرا للأقليات.
ما أدهشني حقيقة هي تواجد الفنان السعودي أحمد ماطر هناك، القادم من بعيد.. بعيد جدا. من جبال عسير. ماطر تواجد هناك تضامنا وتعاطفا مع القبائل الأصلية، ولإيصال صوت هؤلاء المستضعفين للمستمع العالمي. الأجمل من كل هذا، أني لم أسمع عن مشاركة ماطر عبر حسابات شخصية أو صحف محلية، بل عن طريق سلسلة كاملة أعدتها صحيفة الجارديان البريطانية.
اتضح لي أنها سلسلة من حلقات عدة حول فريق عربي من الفنانين يجوبون الولايات المتحدة الأمريكية لسد فجوات التواصل بين الشعوب عبر ريشة وعود ومنحوتات. المتابع لهذه الحلقات الظريفة يجد ردود فعل متفاجئة من الأمريكان الذين وقعوا في معضلة حقيقية وتنافر معرفي بين ما تشهده أعينهم من رقي ثقافي وإبداعات فنية سعودية، وبين الصورة النمطية السوداء التي تشكلت في أذهانهم حول العرب والسعودية تحديدا. أعتقد هذا ما نحتاجه الآن: القوة الناعمة والدبلوماسية الشعبية.
بروفيسور العلوم السياسية Joseph Nye صاغ مصطلح القوة الناعمة ويعني فيه: مقدرة الدول على اختراق المجتمعات الأخرى والتأثير عليها دون الاضطرار لاستخدام الأدوات التقليدية كالاحتلال والقسر والضغط السياسي. هذه القوة تشمل ستة مجالات: 1) التأثير الثقافي، وذلك من خلال الإنتاج الفني والثقافي في المجتمع، كما تصنع أفلام هوليوود في عولمة القيم الأمريكية للعالم أجمع. 2) النشاط الرقمي للمواطنين وفاعليته في نقل الصورة المجتمعية للعالم. 3) النظام التعليمي ومدى تقدم الدولة في مؤسساتها ومعاهدها ودعمها للأبحاث العلمية. 4) التفاعل مع القضايا العالمية ومن مقاييسه عدد المنظمات الأجنبية في الدولة وعدد اللاجئين فيها. 5) البيئة الاستثمارية في البلد ونسبة المشاريع والمبادرات الذكية. 6) النظام الحكومي ومدى تلاؤمه مع القيم العالمية كالعدالة وحقوق الإنسان.
المهرجان السعودي السينمائي في لوس أنجلوس قبل أشهر، ومشاركة الفنان ماطر ورفاقه في جولتهم الفنية، هي من صميم القوة الناعمة التي تساعد في انتشال الصورة النمطية السوداء من معتقلها في الذهنية الأجنبية. كل سنة تكون هناك قائمة بالدول الـ30 الأكثر تفوقا في ميزان القوة الناعمة، وليس مثارا للاستغراب أنها تخلو من أي دولة عربية. لربما حان الوقت لتطويع الجهود والتركيز نحو تفعيل هذه القوى، فالشعوب تترابط بوشائج العلم والمعرفة والفن، وتتنافر مع أزيز الرصاص وعنجهية السياسة.
[email protected]
ما أدهشني حقيقة هي تواجد الفنان السعودي أحمد ماطر هناك، القادم من بعيد.. بعيد جدا. من جبال عسير. ماطر تواجد هناك تضامنا وتعاطفا مع القبائل الأصلية، ولإيصال صوت هؤلاء المستضعفين للمستمع العالمي. الأجمل من كل هذا، أني لم أسمع عن مشاركة ماطر عبر حسابات شخصية أو صحف محلية، بل عن طريق سلسلة كاملة أعدتها صحيفة الجارديان البريطانية.
اتضح لي أنها سلسلة من حلقات عدة حول فريق عربي من الفنانين يجوبون الولايات المتحدة الأمريكية لسد فجوات التواصل بين الشعوب عبر ريشة وعود ومنحوتات. المتابع لهذه الحلقات الظريفة يجد ردود فعل متفاجئة من الأمريكان الذين وقعوا في معضلة حقيقية وتنافر معرفي بين ما تشهده أعينهم من رقي ثقافي وإبداعات فنية سعودية، وبين الصورة النمطية السوداء التي تشكلت في أذهانهم حول العرب والسعودية تحديدا. أعتقد هذا ما نحتاجه الآن: القوة الناعمة والدبلوماسية الشعبية.
بروفيسور العلوم السياسية Joseph Nye صاغ مصطلح القوة الناعمة ويعني فيه: مقدرة الدول على اختراق المجتمعات الأخرى والتأثير عليها دون الاضطرار لاستخدام الأدوات التقليدية كالاحتلال والقسر والضغط السياسي. هذه القوة تشمل ستة مجالات: 1) التأثير الثقافي، وذلك من خلال الإنتاج الفني والثقافي في المجتمع، كما تصنع أفلام هوليوود في عولمة القيم الأمريكية للعالم أجمع. 2) النشاط الرقمي للمواطنين وفاعليته في نقل الصورة المجتمعية للعالم. 3) النظام التعليمي ومدى تقدم الدولة في مؤسساتها ومعاهدها ودعمها للأبحاث العلمية. 4) التفاعل مع القضايا العالمية ومن مقاييسه عدد المنظمات الأجنبية في الدولة وعدد اللاجئين فيها. 5) البيئة الاستثمارية في البلد ونسبة المشاريع والمبادرات الذكية. 6) النظام الحكومي ومدى تلاؤمه مع القيم العالمية كالعدالة وحقوق الإنسان.
المهرجان السعودي السينمائي في لوس أنجلوس قبل أشهر، ومشاركة الفنان ماطر ورفاقه في جولتهم الفنية، هي من صميم القوة الناعمة التي تساعد في انتشال الصورة النمطية السوداء من معتقلها في الذهنية الأجنبية. كل سنة تكون هناك قائمة بالدول الـ30 الأكثر تفوقا في ميزان القوة الناعمة، وليس مثارا للاستغراب أنها تخلو من أي دولة عربية. لربما حان الوقت لتطويع الجهود والتركيز نحو تفعيل هذه القوى، فالشعوب تترابط بوشائج العلم والمعرفة والفن، وتتنافر مع أزيز الرصاص وعنجهية السياسة.
[email protected]