عبدالله المزهر

أمنيات على هامش الواقع!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 10 ديسمبر 2016

Sat - 10 Dec 2016

بالطبع لم تكن زيارات خادم الحرمين للدول العربية الواقعة على الخليج العربي مجرد زيارات بروتوكولية فقط، هي إرهاصات ومقدمات لشيء ما، وأظنه شيئا جميلا وأتمنى أن يكون كذلك.



نحن المواطنون لا نعرف ماذا يدور في غرف الاجتماعات المغلقة، وما الذي اتفق عليه القادة ـ حفظهم الله ـ لكننا ربما نعرف جميعا أن هذا الوقت ليس ملائما لترف «الاختلافات»، وأن ما يجب فعله اليوم يجب ألا ينتظر الغد.



وربما نعرف أيضا ـ ليس كثيرا ـ أن من أهم ما يجب عمله هو تأجيل صراع طواحين الهواء لمرحلة لاحقة يكون فيها مخزوننا من الأعداء الحقيقيين في أقل مستوياته، وربما نؤمن ـ ليس كلنا ـ أن الاحتفاء بأصدقاء «المصلحة» يمكن تأجيله إلى الوقت الذي يكون لدينا فيه تخمة من الأصدقاء الحقيقيين.

الناس ـ البسطاء أهل الأرض والسماء ـ الذين يعيشون الواقع يحلمون ويتمنون ويتخيلون أن المستقبل سيكون أجمل، وبالتأكيد أن مثل هذه الزيارات محفزة على التفاؤل وفسحة الأمل.



وبما أن الناس لا يعلمون ما الذي سيحدث فإن أكثر حديثهم عن هذه الزيارات كان حول الاحتفالات التي أقيمت على هامشها، والقصائد التي ألقيت، وعلى طريق الحلم وحتى لا يشعروا بمرارة الانتظار حتى موعد تحقيقه انشغلوا بالمقارنات، وأي الاحتفالات أفضل وأي القصائد أجمل.

والشيء بالشيء يذكر، احتفال الكويت كان الأجمل، ومن أي زاوية نظرت إليه فإنك ستجده جميلا.



إن نظرت إليه من ناحية التنفيذ والأداء فستجده رائعا، وإن نظرت إليه من زاوية أن سعوديين شاركوا فيه وأبدعوا بينما لا يمكنهم عمل ذلك في السعودية فإنك ستجد شيئا من جمال المتناقضات، وإن نظرت إليه من زاوية الأغنيات السعودية وكمية الفن السعودي الذي أنتج في بيئة تحارب الموسيقى أكثر مما تحارب الربا فلا شك أنك ستبصر جمالا يأسر لبك!



أما أجمل الزوايا على الإطلاق، فهي الزاوية التي تنظر منها فترى الشاعر الذي يلقي قصيدة «وطنية» حماسية في فعاليات الحفل وهو «بدون» جنسية!