هل أنا وأنت ضمن القطيع؟
السبت - 10 ديسمبر 2016
Sat - 10 Dec 2016
هناك موقع الكتروني يدعى «قوة الإيجابية»، «Power of Positivity» يتحدث دوما عن أفكارك وأفعالك التي يمكن أن تحسن حياتك حتى وأنت تشعر بالإحباط أو السلبية. اسمحوا لي أن أنقل إليكم بعضا مما يورده الموقع. رغم بساطة الفكرة إلا أنها فعالة جدا وتعطي أثرا لا تعطيه أقوى المسكنات. الفكرة هي أن تقوم باحتضان شخص يوميا خمس مرات، ابنك، أخيك، صديقك، زوجتك أو والدك ووالدتك.. ألن يكون ذلك جميلا؟ يقول الموقع إن الأبحاث أظهرت أن الاحتضان يمكنه أن يعالج أمراضا وآلاما ويخفف من الوحدة والاكتئاب والقلق والضغوط النفسية.
«يا بلاش!».. ولو كان من يقرأ مقالي الآن أحد السياسيين فسيخطر بباله كم الأحضان التي يقومون بها في كل اجتماعاتهم ولا تأثير مما ذكرناه هنا عليهم. وهذا عالم آخر لا تفيد فيه أية نصائح بريئة كهذه التي يقدمها هذا الموقع.. ولكن ربما ينفع قليلا معهم ما يقوله الموقع أيضا عن أنه يمكنك أن تعطي ولكن دون أن تسمح بأن تستغل وأن تحب دون أن تسمح بأن يساء إليك وأن تمنح ثقتك دون أن تصبح ساذجا وأن تستمع دون أن تفقد صوتك.
بالطبع مثل هذه النصائح هي بديهيات لدى أي سياسي محنك ومخضرم أو مبتدئ، فهم مثلا وفي موقف مثل الموقف الذي ندعو فيه بشماتة حاليا على إسرائيل بأن تحترق أكثر، فهم ـ السياسيون- أكثر تعقلا ويستمعون لكل دعاوانا وينظرون إلى كل ما يحدث ويحسبونها «صح»، فماذا سينتج عن هذه الحرائق وماذا سنستفيد وكيف يمكن أن نستغل الوضع؟.. أما الدعاء «كالولايا» فهذا ليس نهج أي سياسي مهما كان عاطفيا تربى في أحضان القلب، وليس العقل كما هو حال أكثرنا. ولن أدعي أني عقلانية جدا ولم أشعر بـ»لسعة» تشفي حين قرأت عن هذه الحرائق وشاهدتها عبر الوسائل الإعلامية، ولكني لم أفرح ولم أحزن ولم أفكر طويلا ولم أتذكر أن هناك في هذه الأراضي يهودا معتدلين - ولو أني لا أقتنع بمعتدل يستحل دار سواه - ولم أحلل الوضع أبدا ولكني أتفرج مع من يتفرج وأنتظر ما سيحدث بعد كل ذلك، وما سيفاجئنا به الإعلام دوليا ومحليا لنرى من الخاسر فيما حدث ومن الكسبان وكيف.
يقول الموقع أيضا إنك لن تنضج وتتعلم إذا ما كان اهتمامك فقط هو اتباع القطيع. لتستمتع بالحياة وتكتشف كنهها عليك أن تلتمس طريقك الخاص بك وأن تتعلم كيف تثق بحدسك وليس بآراء الآخرين المكررة والممجوجة. تعلم أن تشعر بالراحة داخلك وسترى عالما جديدا كاملا يفتح أبوابه أمامك.
نحن لم نتعلم بعد أن نتحرك خارج القطيع فيما يخصنا، ولم نتعلم أن نفرق بين الولاء السليم الإيجابي وبين أن نكون أتباعا لا نعي ما يحدث. وربما ذلك ليس ذنبنا وحدنا وإنما ذنبنا وذنب كل ما تربينا عليه وتعلمناه منذ البداية إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
[email protected]
«يا بلاش!».. ولو كان من يقرأ مقالي الآن أحد السياسيين فسيخطر بباله كم الأحضان التي يقومون بها في كل اجتماعاتهم ولا تأثير مما ذكرناه هنا عليهم. وهذا عالم آخر لا تفيد فيه أية نصائح بريئة كهذه التي يقدمها هذا الموقع.. ولكن ربما ينفع قليلا معهم ما يقوله الموقع أيضا عن أنه يمكنك أن تعطي ولكن دون أن تسمح بأن تستغل وأن تحب دون أن تسمح بأن يساء إليك وأن تمنح ثقتك دون أن تصبح ساذجا وأن تستمع دون أن تفقد صوتك.
بالطبع مثل هذه النصائح هي بديهيات لدى أي سياسي محنك ومخضرم أو مبتدئ، فهم مثلا وفي موقف مثل الموقف الذي ندعو فيه بشماتة حاليا على إسرائيل بأن تحترق أكثر، فهم ـ السياسيون- أكثر تعقلا ويستمعون لكل دعاوانا وينظرون إلى كل ما يحدث ويحسبونها «صح»، فماذا سينتج عن هذه الحرائق وماذا سنستفيد وكيف يمكن أن نستغل الوضع؟.. أما الدعاء «كالولايا» فهذا ليس نهج أي سياسي مهما كان عاطفيا تربى في أحضان القلب، وليس العقل كما هو حال أكثرنا. ولن أدعي أني عقلانية جدا ولم أشعر بـ»لسعة» تشفي حين قرأت عن هذه الحرائق وشاهدتها عبر الوسائل الإعلامية، ولكني لم أفرح ولم أحزن ولم أفكر طويلا ولم أتذكر أن هناك في هذه الأراضي يهودا معتدلين - ولو أني لا أقتنع بمعتدل يستحل دار سواه - ولم أحلل الوضع أبدا ولكني أتفرج مع من يتفرج وأنتظر ما سيحدث بعد كل ذلك، وما سيفاجئنا به الإعلام دوليا ومحليا لنرى من الخاسر فيما حدث ومن الكسبان وكيف.
يقول الموقع أيضا إنك لن تنضج وتتعلم إذا ما كان اهتمامك فقط هو اتباع القطيع. لتستمتع بالحياة وتكتشف كنهها عليك أن تلتمس طريقك الخاص بك وأن تتعلم كيف تثق بحدسك وليس بآراء الآخرين المكررة والممجوجة. تعلم أن تشعر بالراحة داخلك وسترى عالما جديدا كاملا يفتح أبوابه أمامك.
نحن لم نتعلم بعد أن نتحرك خارج القطيع فيما يخصنا، ولم نتعلم أن نفرق بين الولاء السليم الإيجابي وبين أن نكون أتباعا لا نعي ما يحدث. وربما ذلك ليس ذنبنا وحدنا وإنما ذنبنا وذنب كل ما تربينا عليه وتعلمناه منذ البداية إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
[email protected]