الجينات.. وجبة التدخين المفضلة

السبت - 10 ديسمبر 2016

Sat - 10 Dec 2016

يعد التدخين من أكثر الأمور التي أجريت عليها دراسات بشكل مكثف حول العالم، وتعارضت النتائج في كثير من الأحيان، إلا أن الأغلبية العظمى من هذه البحوث اتفقت على أن التدخين يضر الجسد البشري بشكل كبير ومباشر، ودائم في بعض الأحيان.



يقول العلماء: يؤثر التدخين في الحمض النووي بأنماط واضحة، كما وجدوا أن معظم الضرر يتلاشى مع مرور الوقت ولكن ليس كله، حسبما جاء في "NBC News".



وتضمنت الدراسة 16 ألف شخص، ولوحظ أنه بعد خمس سنوات من إقلاعهم عن التدخين تلاشت آثار الحمض النووي المسببة للأمراض، إلا أن بعضها قد يستمر إلى الأبد.



ضرر التدخين يتمثل في "مثيلة الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين" وهي عملية تغيير في الحمض النووي، والتي يمكن أن تعطل الجين أو تغير كيفية عمله، مسببا أمراضا مثل السرطان.



كما وجدت الدراسة أن التدخين له تأثير طويل الأمد على آلية الإنسان الجزئية، وهذا التأثير يمكن أن يستمر 30 عاما. ويعد سبب الإصابة الأول بالسرطان وأمراض القلب هو الضرر الجيني الناجم عن الحياة اليومية، والتدخين المتهم الأول.



الخبر الجيد أن معظم إشارات الحمض النووي تعود كالسابق بعد الإقلاع عن التدخين بخمس سنوات، وهو ما يعني أن الجسم يحاول شفاء نفسه من أضرار التبغ.



فحصت الدراسة عينات الدم التي قدمت من قبل 16 ألف شخص، وذلك من مختلف الدراسات والتي تعود إلى عام 1971، وفي جميع الدراسات قدم المشاركون عينات من الدم بجانب استبيان حول أسلوب الحياة والتدخين وتاريخهم الصحي.



ووجد الباحثون نمطا من التغيرات المثيلة، والتي تؤثر في أكثر من 7 آلاف جين، أي ثلث الجينات البشرية المعروفة. عدد من تلك الجينات مرتبط بأمراض القلب والسرطان، والمعروف أن سببها التدخين.



من أقلعوا عن التدخين وجدوا أن معظم تلك التغيرات عادت إلى نمطها، مثل: نمط جينات غير المدخنين، وذلك بعد خمسة أعوام من الإقلاع. بينما التغير المرتبط بـ19 جينا، ومن ضمنها جين "TIAM2"، المرتبط بسرطان الغدد الليمفاوية، لم يعد إلى نمطه حتى بعد 30 عاما من الإقلاع.



هذه النتائج مهمة لأنها توضح تطور الأمراض المرتبطة بالتدخين. ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن التدخين يقتل 480 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة.

وعلى الصعيد العالمي يقتل 6 ملايين شخص سنويا، من خلال السرطان وأمراض القلب والرئة وغيرها.