مالك أحمد الشمراني

‫علي بابا

الخميس - 08 ديسمبر 2016

Thu - 08 Dec 2016

يردد بائع البقالة شمداد الهندي اسم «علي بابا» في كثير من الأحيان على زبائنه مما يجعلني أنعته بعلي بابا ممازحا إياه بدلا من شمداد.



حيث أشرع دائما بمحاولة إقامة الحوار المكسر مع شمداد فلا أخرج معه بنتيجة سوى أن: علي بابا كثير في هذا الحي، وأن معنى علي بابا هو (حرامي)!



ذات مساء ذهبت إلى المنزل مكبا على تلكم التساؤلات، أريد إجابة عن سؤالين: لماذا يسمي الهنود الحرامي بعلي بابا؟ ومن علي بابا هذا؟



فلم ألبث إلا قليلا حتى بدأ لي خيط من خيوط المعرفة فأمسيت أتبعه سبابا حتى وقعت على قصة علي بابا والأربعين حرامي ذات الأصل الهندي.



قصة الأطفال المعروفة التي لا تزال ترقص على ذكريات الكبار، حيث وجدت فيها ضجيجا أشبه ما يكون بضجيج بقالة شمداد.



أدهشني ذلك الضجيج المفيد حول هذه القصة التي تنضوي تحت قصص ألف ليلة وليلة، حيث ذهب المؤرخ المسعودي إلى أن قصة علي بابا وأخواتها هي خرافات مصنوعة. كما عزا المفكر الإسلامي أنور الجندي أن هذه القصص ملفقة ولقيطة ولا مؤلف لها، وقد ترجمت في عصور مختلفة، وتعاقبت عليها أقلام كثيرة، حيث نوه بأن أخطر شبهات التغريب محاولة اعتبارها مصدرا تاريخيا يمثل حياة المسلمين.



وقد كانت إشارات المؤرخين المسلمين تحمل الرفض والامتهان والنص على مصدر ساقط في أنظار العلماء والباحثين حسبما جاء في مجلة ثقافة الهند 1962.



وفيما كان قبل ذلك منع قانون كومستوك نشر قصص ألف ليلة وليلة في الولايات المتحدة عام 1873 لما تحمله من إساءات، وقد قامت مصر بردة فعل تجاه قصص ألف ليلة وليلة والتي من ضمنها علي بابا عام 1989 وأوقفت نشرها لما تحوي من تجاوزات أخلاقية.



أما القصة نفسها المشهورة «بعلي بابا» فإنها أوهمت أطفالا كثيرين، منهم من أصبح كهلا.. وما زالت تمارس خديعتها بأن علي بابا هو البطل النزيه!! ولكن الحقيقة أن علي بابا هو الحرامي الكبير الذي سرق الأربعين لصا وأصبح هو رقم 41.



فما يجب على القاص أو الراوي معالجة القصة، وتبيين الخطأ الذي وقع فيه «علي بابا» أو البحث عن نهاية ملائمة كما يفعل جل كتاب القصة؛ لجعلها ذات هدف ومعنى نزيه، وهذا الكلام ينطبق على كل قصص ألف ليلة وليلة.. هذا إذا كان الأمر ملحا لروايتها.



فلما تبين لي أن علي بابا تعود نسبتها إلى قصة علي بابا والأربعين حرامي. ذهبت إلى شمداد لأنتصر للمعرفة، لكن كانت المفاجأة أن شمداد في قبضة الشرطة بتهمة.. «اللصوصية»!