سلمان القصيدة والمقام

الخميس - 08 ديسمبر 2016

Thu - 08 Dec 2016

u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647 u0627u0644u062cu0646u064au062f
عبدالله الجنيد
كلنا استوقفته كلمات «العازي» الشعبي الإماراتي البديع في مدينة الشيخ زايد التراثية حيث كان صدى «حي الإمام ابن الإمام سلمان للعليا سنام»، أو في الدوحة عندما رأيناه يحيي فرقة العرضة القطرية ملوحا. أما في البحرين وما للبحرين في وجدان سلمان، فإنه جبر بقلب كل بحريني بتقبيله راية البحرين وهو متشح بها مشاركا مع الفرقة البحرينية للعرضة. محطة خادم الحرمين الآن هي الحبيبة الكويت دار الصباح وأهل السور والعزة.



إلا أننا أمام سؤال أوحد، هل كان للقمة في نفس كل خليجي ما كان لعرس سلمان أينما حل خليجيا. فالتسابق في الاحتفاء بسلمان الحزم الذي حول كل بيوت الخليج إلى قلاع عزة تجاوز السياسة، والذي ببلسم مبسمه أزاح عنا بعض خيبات تأخر إعلان الاتحاد.



لذلك كلما تمنينا ترك الجولة بعيدا عن السياسة لأنها أجمل من كل شؤون السياسة في بعدها الإنساني نجدنا مجبرين على العودة إليها. ولو تقرر أن يقرأ في كل ما قيل في فارس الحزم من قصائد فإن أغلبها كان يخاطب فيه سلمان الإنسان. وهنا سأستذكر معكم أول مقالاتي محاولا استشراف عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعنوان (برغماتية سلمان)، إلا أن إدارة التحرير اقترحت (البرغماتية السعودية) عنوانا، ونشر تحت ذلك العنوان بتاريخ 29 فبراير 2016. في ذلك المقال حاولت استقراء فلسفة الحكم وتأثيراتها، وخلصت إلى أن فلسفة سلمان ستكون في عقليته الإدارية لا السياسية وأن إعادة هيكلة الاقتصاد هي الاستراتيجية التي ستبنى عليها كل السياسات، فجاءت رؤية السعودية 2030 مؤكدة لذلك. وحتى عندما انتُقدت الرؤية سعوديا فقد شجع على ذلك لأن المتغير الثابت في السياسات الوطنية هو استدامة التجديد في قيادات الصف الأول للدولة.



البرغماتية في مفهومها العملي سياسيا هي تعزيز مكانة الثوابت الوطنية، والحفاظ على الاستقرار السياسي خليجيا هو عمقنا الاستراتيجي والركيزة الأولى في الدفاع عن هويتنا العربية بل والمحفز على استقرار مناطق أخرى. وجولة خادم الحرمين غير المسبوقة خليجيا هي اليوم سنام الدبلوماسية الخليجية. وحتى محاولات الدس من البعض في النوايا السعودية خليجيا متناسين أن ثقل عمقنا الإقليمي بشريا هي السعودية قبل ثقلها الاقتصادي أو السياسي. وأن ذلك العمق هو الضامن لهويتنا العربية خليجيا.



وقرار عاصفة الحزم مثل إرادة كل عربي، ولو استفتي في ذلك لكان الإجماع على الحزم مماثلا للإجماع على الاتحاد الخليجي. ستبقى ابتسامة سلمان الحزم ذكرى وعطرا في كل محطاته من الإمارات إلى الكويت، وكلنا فرح بمشاركته أهل السور في عرضة جميلة وهو في ضيافة كبير القلب الشيخ صباح الأحمد الذي لم ينس الترحم على أمير قطر السابق المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في كلمته في قمة الصخير 37.