عبدالله الجنيد

بيان الصخير 37

الأربعاء - 07 ديسمبر 2016

Wed - 07 Dec 2016

قمة البحرين كانت قمة الأمن والدفاع الخليجي، أما في شقها التنموي فإنها لم تأت بجديد على الرغم من الإشارة في البيان الختامي لقرارات قمة الرياض 36 التي طرحت برنامجا مزمَّنًا. وقد مثل مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية في أعمال قمة البحرين الخليجية 37 تحولا محوريا منذ إعلان الأخيرة عن استراتيجية شرق السويس في يناير 1968.



فالقمم الخليجية الأوروبية أو الخليجية الأمريكية ليست بتقليد جديد، ولكنها عرف جديد في العلاقات الثنائية.



فأوروبا السياسية الآن هي الأقرب في تفهم مواقفنا، لذلك كان لمشاركة بريطانيا في هذه القمة بعدا تجاوز الرمزي والمعنوي في مخاطبة البعد التاريخي للعلاقات التاريخية بين المملكة المتحدة ودول الخليج العربي.



فقد أكدت خلال زيارتها للقاعدة البحرية البريطانية في كلمة للقوات العاملة فيها «أن دوركم حيوي في الدفاع عن أمن مصالحنا ورعايانا في الخليج العربي، وقد عادت لتؤكد مرة أخرى في قاعة القمة في الصخير «إن أمن دول الخليج العربي هو جزء من أمننا، وإن مسؤولية حفظ ذلك الأمن جزء من مسؤوليتنا، ولن نقبل بالمزيد من التجاوزات الإيرانية كما هو حاصل في دول أخرى شرق أوسطية».



لكن تبقى رسائلنا الخليجية لإيران دون المستوى المطلوب، خصوصا في هذا الظرف. فإن كانت دول المجلس عاجزة عن إعلان أية صيغة من صيغ الانتقال من حالة التعاون إلى الاتحاد غير مدركة فذلك أكبر محفز لإيران لمواصلة سياساتها العدائية تجاه المنظومة الخليجية. نعم لقد استطاعت دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الدفاع عن استقرار المنظومة الخليجية، إلا أن أهداف التنمية واستقطاب رؤوس الأموال للدخول في مشاريع تنموية استراتيجية لها اشتراطاتها الخاصة. فنحن في حاجة للاستثمار داخليا على مدى العشرين سنة القادمة استعدادا للتحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد يملك قدرة الاستدامة عبر التنمية المستمرة.



لذلك يجب علينا أن نعيد تقييم خطابنا السياسي مع إيران أو سواها، ففرض الاستقرار هو من صميم المسؤوليات المباشرة للدول ذات السيادة في إنفاذ سيادتها غير المنقوصة على أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية والخالصة.



ولقد أثبتت المنظومة الأمنية والدفاعية الخليجية قدرتها على إنفاذ ذلك في فترات حرجة في الخليج العربي والمياه اليمنية. لذلك علينا التخلي فورا عن لغة التمني على إيران في بياناتنا الختامية. بالتأكيد أن مخرجات هذه القمة هي دون طموح الدولة المضيفة البحرين، إلا أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة استطاع تخفيف وقعها على الجميع بابتسامته الدائمة وصوته المطمئن. وكذلك لإدراكه أن البحرين وأهلها فرحون ببدء خادم الحرمين الملك سلمان زيارته الرسمية للبحرين من بعد توديع البحرين لضيوفها قادة مجلس التعاون.

فأهلا وسهلا براعي العوجا في دار ابن سلمان.