جولة الملك سلمان ترفع تطلعات الخليجيين للقمة

الأربعاء - 07 ديسمبر 2016

Wed - 07 Dec 2016

تختتم في منامة البحرين اليوم القمة الخليجية في الدورة الـ37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، وسط تطلعات شعبية خليجية بالدفع نحو تحقيق حلم الاتحاد الخليجي.



وتأتي هذه القمة في أوساط جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعواصم خليجية، بدأها بأبوظبي ثم الدوحة فالمنامة، ومقرر لها أن تختتم في الكويت، وهي الجولة التي حملت رسائل عدة في مضمونها وتوقيتها، وزادت معها تطلعات الشارع الخليجي إلى التحول من التعاون إلى الاتحاد.



رسائل الجولة بعيون الخبراء

وأكد رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي لـ«مكة» أن جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي تشمل أربع دول خليجية جاءت توطيدا للعلاقات بين الأشقاء على المستوى الرسمي والشعبي، وأنه على المستوى السياسي هناك تنسيق كبير واستراتيجي بين دول الخليج العربي، وتناغم في المواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما أن المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى مثل هذا التنسيق على أعلى المستويات.



وذكر أنه على المستوى الشعبي تجلى من هذه الزيارات أن هناك اهتماما شعبيا كبيرا للغاية بهذه الجولة، مؤكدا على أن من يتابع التغطيات الإعلامية الكبيرة، والمشاركة الشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي من كل أطياف وشرائح المجتمعين، يدرك عمق الأخوة والتآلف بين العواصم الخليجية.



واستدرك «إلا أن الطموح الشعبي يتجاوز ذلك إلى الرغبة الأكيدة في الانتقال من المجلس إلى الاتحاد الخليجي، ولاسيما أن المرحلة الحالية حساسة، والتهديدات والأطماع كثيرة، ولا مناص لهذه الدول من التقارب والتكاتف أكثر مما سبق، وهذا يخلقه التحول إلى الاتحاد، والأمل كبير في أن يتحقق ذلك في القريب العاجل».



حملت جولة الملك سلمان رسائل اتضحت جليا من برامج الزيارات، وما تضمنته من احتفاء كبير على المستويين الحكومي والشعبي بزيارة خادم الحرمين لدول الخليج، والبرامج الرسمية التي كشفت عن مدى تقارب شعوب دول الخليج واحتفائها الحقيقي بكل منجز كشعب دولة واحدة.



وفي المضمون، حملت الجولة رسائل شكر لشعوب وحكومات دول الخليج، إضافة إلى أن السياسة السعودية التي أصبحت تتسم بالحزم تصاحبها رغبة واضحة في أن يظهر الحلفاء مواقف صريحة تجاه القضايا الإقليمية التي تتبناها السعودية وترى أنها قضايا «عادلة».



أما فيما يتعلق بتوقيت هذه الجولة الخليجية وانعقاد القمة الخليجية، فإنها تأتي في وقت تتصاعد فيه التحديات التي تواجه المنطقة، وأبرزها تدخل إيران المتواصل في شؤون المنطقة، ولاسيما في البحرين واليمن وسوريا، إضافة إلى تذبذب أسواق النفط، وبروز قانون «جاستا» الأمريكي الذي يهدد مستقبل العلاقات الدولية، وتكثيف التشاور والتنسيق المشترك بين دول الخليج لتعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي والأمني، وتنسيق السياسات في مواجهة التحديات الراهنة.



استراتيجية خليجية موحدة

من جهته أوضح المحلل السياسي والعسكري إبراهيم آل مرعي أن حفاوة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دول الخليج تعكس مكانة المملكة لدى هذه الدول، مضيفا أن المواطن الخليجي يدرك أن هناك ملفات ما زالت عالقة، ويريد أن تتحول إلى مقررات تخدم دول الخليج.



وقال «نتطلع لأن تتطور الاستراتيجية الدفاعية لدول المجلس لمواجهة كل التحديات، حيث يعلم الجميع مدى استهداف دول الخليج من التنظيمات الإرهابية، وهو ما يدفع باتجاه تفعيل الإنتربول الخليجي»، مشيرا إلى أن المواطن الخليجي أصبح يترقب أن يكون هناك اتحاد فاعل تتم ترجمته إلى اتفاقيات مفعلة.



وأضاف «لن يكون هناك استقرار سياسي إلا على استراتيجيات وسياسات محددة تبنى على السياسات الخارجية والدبلوماسية والاقتصادية لدول الخليج»، مشددا على أنه إن لم تتفق الدول على استراتيجية أمنية موحدة يتم من خلالها تحديد التهديدات، فإنها لن تستطيع بناء استراتيجية دفاعية وسياسة خارجية موحدة، داعيا إلى ترجمة رغبة وشغف المواطن الخليجي لاتحاد حقيقي في ظل الظروف المحيطة المعقدة.