رسائلي إلى غادة!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 06 ديسمبر 2016
Tue - 06 Dec 2016
من حسن حظي أني أتيت إلى هذا العالم بعد أن انتهت غادة السمان من جمع رسائل عشاقها، ولم أكن أعرفها حين كنت مولعا بكتابة الرسائل الغرامية أيام مراهقتي البائسة.
ولعلي أعترف أني ربما كتبت أيام مراهقتي لجميع النساء اللواتي يمكن أن يتلقين رسائل غرامية من أشخاص غرباء. فقد كنت أكتب لنفسي ولأصدقائي الذين كانوا يعتقدون أني أستطيع الكتابة بطريقة أكثر إقناعا مما يفعلون.
وفي كل مرة كنت أتقمص دور العاشق الذي يهيم حبا بتلك التعيسة التي ستقرأ الرسالة وكنت أشعر بشيء من النشوة وأنا أقرأ الردود على رسائلي التي كتبتها نيابة عن غيري حين يطلعني عليها أصدقائي الذين كانوا لا يتورعون عن قراءة تلك الرسائل على بقية الأصدقاء.
كنت أنا وأصدقائي «العشاق» نتصرف مع تلك الرسائل بطريقة مبتذلة قبل أن تصحو ضمائرنا ثم نتوقف حتى تنام مجددا ـ أي ضمائرنا ـ ونعيد الكرة مجددا.
الذي اكتشفته لاحقا أننا لم نكن أكثر ابتذالا من غادة السمان، فعلى الأقل كانت رسائلنا تنشر في محيط ضيق ومحاط بكثير من السرية.
الأديبة العظيمة غادة السمان تمارس ذات الفعل، اللهم أن الفرق أنها تعتبر كل من على هذه المعمورة أصدقاءها ولا تجد حرجا في مشاركتهم «مشاعر الآخرين» الذين كتبوا لها.
الجميل في الأمر أن هؤلاء العشاق ماتوا تباعا وما زالت غادة ـ أطال الله في عمرها على طاعته ـ تعيش لتنشر رسائلهم الغرامية إليها.
ومن حسن حظ أولئك العشاق أن تلك الرسائل كتبت قبل الإيميلات والواتس اب وبقية عائلة وسائل التواصل، لأن رسائلهم الورقية كتبت بعناية وقدسية. سيكون الأمر كارثيا لو نشرت رسائل مليئة «بالإيموجي».
وعلى أي حال..
كثيرون لا يرون بأسا في نشر غادة السمان لرسائل عشاقها بعد موتهم كما فعلت مع غسان كنفاني سابقا وأنسي الحاج لاحقا، ولكني لست من هؤلاء الكثيرين، وأعيد التأكيد مرة أخرى أني لم أكتب لغادة السمان أي رسائل، وأي رسائل تنشرها بعد موتي فإني أتمنى أن يساوركم/ يساوركن الشك كثيرا في صحتها!
[email protected]
ولعلي أعترف أني ربما كتبت أيام مراهقتي لجميع النساء اللواتي يمكن أن يتلقين رسائل غرامية من أشخاص غرباء. فقد كنت أكتب لنفسي ولأصدقائي الذين كانوا يعتقدون أني أستطيع الكتابة بطريقة أكثر إقناعا مما يفعلون.
وفي كل مرة كنت أتقمص دور العاشق الذي يهيم حبا بتلك التعيسة التي ستقرأ الرسالة وكنت أشعر بشيء من النشوة وأنا أقرأ الردود على رسائلي التي كتبتها نيابة عن غيري حين يطلعني عليها أصدقائي الذين كانوا لا يتورعون عن قراءة تلك الرسائل على بقية الأصدقاء.
كنت أنا وأصدقائي «العشاق» نتصرف مع تلك الرسائل بطريقة مبتذلة قبل أن تصحو ضمائرنا ثم نتوقف حتى تنام مجددا ـ أي ضمائرنا ـ ونعيد الكرة مجددا.
الذي اكتشفته لاحقا أننا لم نكن أكثر ابتذالا من غادة السمان، فعلى الأقل كانت رسائلنا تنشر في محيط ضيق ومحاط بكثير من السرية.
الأديبة العظيمة غادة السمان تمارس ذات الفعل، اللهم أن الفرق أنها تعتبر كل من على هذه المعمورة أصدقاءها ولا تجد حرجا في مشاركتهم «مشاعر الآخرين» الذين كتبوا لها.
الجميل في الأمر أن هؤلاء العشاق ماتوا تباعا وما زالت غادة ـ أطال الله في عمرها على طاعته ـ تعيش لتنشر رسائلهم الغرامية إليها.
ومن حسن حظ أولئك العشاق أن تلك الرسائل كتبت قبل الإيميلات والواتس اب وبقية عائلة وسائل التواصل، لأن رسائلهم الورقية كتبت بعناية وقدسية. سيكون الأمر كارثيا لو نشرت رسائل مليئة «بالإيموجي».
وعلى أي حال..
كثيرون لا يرون بأسا في نشر غادة السمان لرسائل عشاقها بعد موتهم كما فعلت مع غسان كنفاني سابقا وأنسي الحاج لاحقا، ولكني لست من هؤلاء الكثيرين، وأعيد التأكيد مرة أخرى أني لم أكتب لغادة السمان أي رسائل، وأي رسائل تنشرها بعد موتي فإني أتمنى أن يساوركم/ يساوركن الشك كثيرا في صحتها!
[email protected]