عبدالحليم البراك

الناس مواعيد الراتب!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 05 ديسمبر 2016

Mon - 05 Dec 2016

المؤكد أن الشابات هن أكثر الناس معرفة بمواعيد نزول الرواتب، فهن أكثر اهتماما بالأبراج، إلا إن كن يدعين المعرفة بالأبراج من باب «الفشخرة» على الشباب باعتبار «نعرف شيء ما تعرفوه»، وفي العموم هناك عدة حالات لأنواع الناس في انتظار الرواتب:



• نوعية تعرفونها جيدا لم يكونوا يعرفون ماهي الأبراج بل كانت من ضمن علم الغيب والمحرمات/ لكن بعد موضوع الرواتب يمكن أن تسألهم عن أبراج فارس والصين وألمانيا الاتحادية قبل الوحدة!! فقد صاروا خبراء بالأبراج وتاريخها، ويعرفون متى ينزل الراتب، بل يضبط ساعته على رنة رسالة الجوال (تم إيداع مبلغ ...) ونسبة الخطأ في تحديد موعد الإيداع بالنسبة لا تتجاوز بضع ثوان؛ لدرجة أنه يمكنه أن يقول: هذه الرسالة من زوجتي، بينما هذه الرسالة من البنك نظرا لأن نغمة الإيداع لها موسيقى خاصة في أذنه!



• مؤكد أن هناك فئة لا تعرف متى تنزل رواتبها أصلا فهي لا تنتظر الراتب أصلا وتعتبره نبع ماء من ضمن عدة منابع فهو مصدر دخل، بالإضافة لمؤسسة المقاولات مصدر دخل، والعمال السائبة التي هي على كفالته مصدر دخل، والعمارات والإيجارات مصدر دخل، والمكتب العقاري أيضا مصدر دخل ومع هذا يقول (لماذا أتقاعد؟!)



• بعضهم يقارن موعد الراتب الحالي بالراتب السابق، فيذهب لرسالة الإيداع الشهر الماضي ليتذكر موعد الإيداع هذا الشهر، صحيح أنه سيزداد يوما واحدا لكن لا بأس، لكن الشيء المؤسف هو أن يتذكر حسرة أن رمضان هو الشهر الوحيد الذي لا راتب فيه.



• وآخرون يعرفون رواتبهم من خلال البحث بتويتر عن تلك الصورة التي وضعت جدولا لرواتبنا لمدة عام، والسؤال الذي يطرح، العام القادم هل سنجد من يضع لنا جدولا للعام كله؟ وبعد أن نشيخ ونفقد القدرة على متابعة تويتر بسبب ضعف البصر هل سنجد من يضع لنا جدولا ثم يقرؤه لنا (لحظتها ستكون رواتب التقاعد).



• آخرون لا يعرفون الميلادي ولا الأبراج ويعتبرنها رجسا من عمل الشيطان، فهم يكتفون بسؤال المختصين من الزملاء: متى الراتب، ثم يقولون حسبي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون!



• ثم إن هناك من لا يفرحون بنزول الراتب سواء كان وفق التاريخ الهجري أم الميلادي حتى وفق تاريخ ميلاد أمه، لسبب بسيط هو أن الراتب سيأخذ ثلثه البنك ونصفه سيذهب «إيجار»، والمتبقي بقالة وخياط ومغسلة، والمتبقي لكومار المكلف بغسيل السيارة مرة بالأسبوع!

بمعنى آخر، لا يفرحون بالراتب بل يفرحون لتناقص أعباء الديون والأقساط عن كواهلهم!



[email protected]