تساؤلات حول ما بعد إنهاء الخدمة!

الاثنين - 05 ديسمبر 2016

Mon - 05 Dec 2016

قد تبهرنا إحدى الموظفات بعطائها السخي وعملها المتقن، فهي دائمة الابتكار والتجديد، كالسيل الجاري في عطائها فلا تكل ولا تمل من إفادة الآخرين، بل هي كالغيث الذي يروي الكثيرين بالمعلومات الجيدة والأفكار النيرة طوال فترة عملها، وتمر السنين تلو السنين وهي تتفانى في خدمة وطنها دون ملل أو تعب.



وتدق ساعة الصفر لتنذر عن ذلك الوقت المحدد الذي يعرف بالتقاعد، أو إنهاء الخدمة، لتسلم ورقة صغيرة أشبه بإنذار لترك ذلك الكرسي الذي احتضنها طوال مشوار حياتها العملية، لتسلمه لأخرى تأتي بعدها لتتربع عليه، وتجود بما لديها من عطاء منقطع النظير، نعم فهي تريد إثبات وجودها وتحقيق كيانها، تريد أن تكون أهلا لذلك المنصب وبجدارة.



وهكذا تسير بنا الحياة.



ونتساءل في حيرة، هل عند تلك السنة وبالتحديد تمسح تلك المعلومات من الذاكرة؟ هل تتوقف خدمة العقل عن العطاء في ذلك الوقت؟ أفي ذلك العمر المحدد يجف ذلك البحر وتتوقف أمواجه عن التلاطم لتحريك ما به من ثروات. وإذا جف ذلك البحر أليس من حقنا الاستفادة من تلك الكنوز التي بداخله. حقيقة في جعبتنا الكثير والكثير من التساؤلات التي تحتاج لبعض الأجوبة.



أليس بعد انتهاء تلك الخدمة يكون الكثيرون بكامل نشاطهم واستعدادهم العقلي لإعطاء المزيد! فلماذا لا نستفيد من البقية الباقية من تلك الخبرة لتغذية كثير من العقول الصاعدة التي تفتقر لتلك المعلومات القيمة.



فأين تلك الخبرات؟ بل أين تلك الثروات بعد سن التقاعد؟ ولماذا تدفن مباشرة بعد انتهاء الخدمة؟ ولماذا يكون هناك حد محدد للإفادة والعطاء، فنحكم على كثير من العقول بالتوقف، ونئد تلك الأفكار وهي حية.



أليس من الأجدر أن يستفاد من تلك الخبرات في مجالات أخرى ومراحل أخرى لعطاء أكبر؟ حقيقة نحن في أمس الحاجة لتلك الكنوز العظيمة والاستفادة من صلاحيتها لأطول وقت ممكن، فلنعط تلك

«الهوامير» فرصة أخرى لنستفيد من عطائها، ونعيد النظر في تلك الأحكام.



وكما نعلم أن البعض قد تشيخ أفكارهم في وقت مبكر ويصابون بمرض العصر الزهايمر.



والبعض تتمتع عقولهم بذاكرة قوية يستمر عطاؤها لوقت أطول.



فهل بالإمكان إعادة النظر في تمديد الخدمة بحسب تشخيص تلك الحالة؟