جورج السعودي ومخرجات جامعاتنا
الأحد - 04 ديسمبر 2016
Sun - 04 Dec 2016
بينما كنت برفقة والدي حفظه الله في المستشفى، بعد أن أجرى عملية في ركبته، دخل علينا أخصائي العلاج الطبيعي وهو شاب سعودي، فسلم وضحك مع والدي ومع المريض الذي بجواره، ثم بدأ يمارس عمله في التأهيل مع كل واحد منهما على حدة، وأنا أراقب عمله، وكان أثناء أداء عمله يشجع المريض ويعطي النصائح لتقوية الركبة.
العجيب أنه قبل هذا الشاب زار والدي أخصائيان من دولتين غربيتين لكنهما لم يفلحا في أداء عملهما، ولم يستطيعا كسب رضا المريض وتعاونه، وعندما جاء هذا الشاب السعودي بعدهما سأله والدي (بقصد صرف المعالج عن التمارين) ما اسمك فقال له مازحا «جورج»! وكان مختلفا عمن سبقاه، فقد كان يؤدي عمله بكل احترافية، وزاد على ذلك فهمه لنفسيات المرضى المختلفة، وعرف كيف يكسبهم ويقنعهم بالتعاون معه في التمارين مع صعوبتها بعد العملية.
ظننت أن عنده خبرة لا تقل عن خمس سنوات، وأنه متخرج في إحدى الجامعات الأولى بالمملكة، وكنت حريصا على أن أسأله عن هذا، لكنه أخبرني أنه متخرج منذ سنة واحدة فقط في إحدى الجامعات الناشئة، فسعدت أن خريجي بعض الجامعات الجديدة صاروا ينافسون خريجي الجامعات العريقة في البلد.
أنا لا يهمني كم كان معدل هذا الشاب عندما تخرج في الجامعة، فهناك تضخم في المعدلات في بعض الجامعات، ولذلك لم أسالة عن هذا أصلا، ولكن عندما أشاهد خريجا من جامعة ناشئة يؤدي عمله بإتقان ويتعامل مع المرضى باحترافية وأخلاق عالية متوافقة مع طبيعة عمله، أعلم أن هناك عملا مؤسسيا جماعيا متميزا في تلك الجامعة، ومن ثمراته المخرجات القوية وارتفاع سمعة واسم الجامعة بشكل تدريجي حتى تجعل خريجيها يشعرون بفخر الانتماء والولاء لها.
الخريجون هم من يمثلون الجامعات في سوق العمل وهم ثرواتها، فهل استثمرت كل جامعة في طلابها الذين هم رأسمالها بشكل جيد أم لا؟
وثمة تساؤل آخر مهم جدا هنا:
هل يمكن أن تتأكد كل جامعة من جودة مخرجاتها بدراسة أداء خريجيها في سوق العمل؟ أو هل يمكن أن يؤسس مشروع وطني أو مبادرة لقياس أداء مخرجات جميع الجامعات والمقارنة بينها لخلق روح المنافسة؟ ثم العمل بعد ذلك على تحسين الأداء بعد ظهور النتائج ومعرفة أسباب قصور الأداء لبعض خريجي الجامعات في بعض التخصصات.
الجواب: من منظور متخصص في قياس وتطوير الأداء، أقول: نعم ممكن ويسير على من ملك الأدوات ووجد الدعم وتبنى هذه المبادرة.
صحيح أن هناك معايير عدة لقياس الأداء، وأن مخرجات الجامعات ليست محصورة فقط في الخريجين لكن هم الأساس، وهم المنتج النهائي الذي أسست هذه المصانع العلمية لبنائه وتأسيسه، خاصة أن جامعاتنا في الغالب الأعم تعد أكاديمية وليست بحثية، ولذلك جميل أن تضمن وتثق كل جامعة من جودة منتجها النهائي بناء على حقائق وأرقام لا على ظنون وأوهام، وذلك بقياس أداء الخريجين وفق آليات وخطوات علمية ممنهجة معلومة في مجال قياس وتطوير الأداء.
وأعتقد أن من تسبق إلى هذا من الجامعات ستتقدم عن بقية الركب، وسيعود عليها هذا المشروع وعلى المجتمع بعدد من الفوائد، ويزداد هذا المشروع أهمية إلى أهميته في حالة استقلت الجامعات مستقبلا، وهو التوجه الذي تدعمه وزارة التعليم حاليا.
العجيب أنه قبل هذا الشاب زار والدي أخصائيان من دولتين غربيتين لكنهما لم يفلحا في أداء عملهما، ولم يستطيعا كسب رضا المريض وتعاونه، وعندما جاء هذا الشاب السعودي بعدهما سأله والدي (بقصد صرف المعالج عن التمارين) ما اسمك فقال له مازحا «جورج»! وكان مختلفا عمن سبقاه، فقد كان يؤدي عمله بكل احترافية، وزاد على ذلك فهمه لنفسيات المرضى المختلفة، وعرف كيف يكسبهم ويقنعهم بالتعاون معه في التمارين مع صعوبتها بعد العملية.
ظننت أن عنده خبرة لا تقل عن خمس سنوات، وأنه متخرج في إحدى الجامعات الأولى بالمملكة، وكنت حريصا على أن أسأله عن هذا، لكنه أخبرني أنه متخرج منذ سنة واحدة فقط في إحدى الجامعات الناشئة، فسعدت أن خريجي بعض الجامعات الجديدة صاروا ينافسون خريجي الجامعات العريقة في البلد.
أنا لا يهمني كم كان معدل هذا الشاب عندما تخرج في الجامعة، فهناك تضخم في المعدلات في بعض الجامعات، ولذلك لم أسالة عن هذا أصلا، ولكن عندما أشاهد خريجا من جامعة ناشئة يؤدي عمله بإتقان ويتعامل مع المرضى باحترافية وأخلاق عالية متوافقة مع طبيعة عمله، أعلم أن هناك عملا مؤسسيا جماعيا متميزا في تلك الجامعة، ومن ثمراته المخرجات القوية وارتفاع سمعة واسم الجامعة بشكل تدريجي حتى تجعل خريجيها يشعرون بفخر الانتماء والولاء لها.
الخريجون هم من يمثلون الجامعات في سوق العمل وهم ثرواتها، فهل استثمرت كل جامعة في طلابها الذين هم رأسمالها بشكل جيد أم لا؟
وثمة تساؤل آخر مهم جدا هنا:
هل يمكن أن تتأكد كل جامعة من جودة مخرجاتها بدراسة أداء خريجيها في سوق العمل؟ أو هل يمكن أن يؤسس مشروع وطني أو مبادرة لقياس أداء مخرجات جميع الجامعات والمقارنة بينها لخلق روح المنافسة؟ ثم العمل بعد ذلك على تحسين الأداء بعد ظهور النتائج ومعرفة أسباب قصور الأداء لبعض خريجي الجامعات في بعض التخصصات.
الجواب: من منظور متخصص في قياس وتطوير الأداء، أقول: نعم ممكن ويسير على من ملك الأدوات ووجد الدعم وتبنى هذه المبادرة.
صحيح أن هناك معايير عدة لقياس الأداء، وأن مخرجات الجامعات ليست محصورة فقط في الخريجين لكن هم الأساس، وهم المنتج النهائي الذي أسست هذه المصانع العلمية لبنائه وتأسيسه، خاصة أن جامعاتنا في الغالب الأعم تعد أكاديمية وليست بحثية، ولذلك جميل أن تضمن وتثق كل جامعة من جودة منتجها النهائي بناء على حقائق وأرقام لا على ظنون وأوهام، وذلك بقياس أداء الخريجين وفق آليات وخطوات علمية ممنهجة معلومة في مجال قياس وتطوير الأداء.
وأعتقد أن من تسبق إلى هذا من الجامعات ستتقدم عن بقية الركب، وسيعود عليها هذا المشروع وعلى المجتمع بعدد من الفوائد، ويزداد هذا المشروع أهمية إلى أهميته في حالة استقلت الجامعات مستقبلا، وهو التوجه الذي تدعمه وزارة التعليم حاليا.