الوعد قدام يا (راؤول)!!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 03 ديسمبر 2016

Sat - 03 Dec 2016

تبلغ اليوم مسيرة (فيدل كاسترو) ـ وهو ميت ـ منتهاها، حيث ستُدفن قارورة (رماد) جثته ـ قبل إسرائيل يا حرااام ـ بجوار ضريح (خوسيه مارتي) بطل استقلال (كوبا)، التي لم يستعمرها أحدٌ ولا أربعاء أطول من (فيدل) ذاته، الذي لم يترك الكرسي إلا لشقيقه (راؤول)، في توريث بـ(دق خشوم) العالم كله! وهو الثائر إلى آخر نفس ـ في ملته واعتقاده ـ ضد الرأسمالية، والاستبداد، والظلم، وسحق الطبقة الكادحة!!



ولعل أكثر لحظات الرمز الكوبي إثارة للتأمل، هي مرور موكبه ـ وهو ميت ـ بضريح (جيفارا) الذي سقط قتيلًا في أول انتصاراته ـ يا فتاح يا عليم ـ سنة (1967)! حيث سنحت فرصة لقاء (التشيَّين) ـ الرفيقين بالإسبانية؛ حسب الـ(تشي صالح المنصور) رحمه الله ـ وأحدهما ميت منذ موووبطي، والآخر لم يدفن بعد؛ للتساؤل: ماذا لو عاش (جيفارا) إلى أن نجحت الثورة، وأصبح ملك ملوك أمريكا الجنوبية، وواصل تصدير الثورة الاشتراكية، واحتل أمريكا الشمالية، وعاصمتها (الولايات المتحدة الدبُّوسية الأمريكية)، ثم اتجه ليحتل أوروبا الغربية، ويتبادل الزعامة مع شيوخ (الاتحاد السوفياتي) و(الصين)، كل (24) ساعة؛ بعد أن يضم (اليابان) و(كوريا الجنوبية) وضواحيهما؛ أما الشرق الأوسط، وأفريقيا فسيكونون قد بايعوه وهو في بطن أمه؟



وهل كان سيقيم جنة الله في الدنيا؛ فلا يشكو البشر من حروب ولا إبادة، ولا مرض، ولا جوع، ولا تشرد، ولا تلبس بالجن «اسم الله عليهم»؛ حتى يغرد (مساعد الرشيدي): «شفت الجرادة تنقل الذيب.. وتْدَّودِل الحصني بيمناه.. مرت غنمكم يا ذوي شيب.. واستدخلت في جيبها شاة»!! والله لو كانت (نزاههههههههة) بكبرها!!



وهل كان (جيفارا) سيتورع عن إراقة الدماء؛ لكونه طبيبًا، فيما لو انقلب عليه (كاسترو) ما غيره، واكتشف أن ساعده الأيمن عميل مزدوج للاتحاد السوفياتي، وأمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، وإيران، والصين، والهند، وباكستان؛ ولهذا تركه (الدبابيس) يهايط حتى بالصواريخ النووية، مطلع الستينات الميلادية! فلما أعلن اعتزاله قررت الولايات المتحدة (الدبُّوسية) الأمريكية مكافأته بتطبيع العلاقات؛ لدوره الرئيسي في الحرب الباردة، التي انتهت بسقوط (الإتِّي) السوفياتي، وتمديده تأجير (جوانتانامو) المشؤومة!!



ولكن أغرب ما في مسيرة (كاسترو) ـ وهو ميت ـ أن الشعب الذي ذاق الويلات تحت (بسطاره) الملطخ بالدماء، تهافت لوداعه كالفراش المبثوث! حتى المعارضة التزمت الصمت، قائلةً: هيِّن.. الوعد قدام يا (راؤول)!!!!!