استثمار الفرص

الجمعة - 02 ديسمبر 2016

Fri - 02 Dec 2016

استشعار الفرص واستثمارها مهارة، وقليل من الناس من يملك القدرة على اقتناص الفرص، ومنهم «فران تاركنتون» الذي ذكر في كتابه «ماذا علمني الفشل عن النجاح» أنه كان ذات يوم واقفا في طابور لشراء تذاكر طيران، فلاحظ أن التذاكر التي يحملها المسافرون موضوعة داخل أغلفة ورقية، فجاءته فكرة استغلال تلك الأغلفة كوسيلة إعلانية.



اتصل «تاركنتون» بأحد أصدقائه العاملين في مجال الطيران، وسأله عن عدد الأغلفة التي تستهلكها الشركة كل شهر، فأجابه صديقه أنها بمئات الآلاف، فبدأ في البحث عن مطبعة يمكنها طباعة الإعلانات على أغلفة التذاكر، وقد وجد ضالته في مطبعة بمدينة شيكاغو.



ولأنه لم يكن يملك رأس المال الكافي لتمويل المشروع، فقد اقترح على مالك المطبعة أن يشاركه في المشروع، واتفقا على اقتسام المصروفات والأرباح، بعد ذلك ذهب وقابل مندوبي شركات الطيران العاملة في المطار، واقترح عليهم أن يمدهم بأغلفة التذاكر بدون مقابل فوافقوا جميعهم على عرضه.



أصبح «تاركنتون» يملك فكرة جديدة، وشريكا جديدا، وسوقا جديدا، وعملاء جددا، وكان من السهل نسبيا أن يجد من يرغب في الإعلان عن منتجاته على أغلفة تذاكر الطيران. وبعد فترة قصيرة أصبحت شركات «كوداك» و»مستر كارد» و»جنرال موتورز» و»إكسون» من كبار عملائه.



تمكن «تاركنتون» وشريكه من بيع 12 صفحة إعلانية على أغلفة تذاكر الطيران بمبلغ يفوق مئة ألف دولار شهريا لمدة عام كامل، وفي غضون أشهر قليلة أصبحت شركة تاركنتون وشريكه تطبع أكثر من 14 مليون غلاف تذاكر شهريا، وتحقق أرباح طائلة!



أخيرا، بالتأكيد أن ذلك الأمر تطلب من «تاركنتون» الكثير من التعب والجهد والعمل المستمر حتى تحقق له استثمار هذه الفرصة وتحقيق النجاح، حتما هناك الكثير من الفرص الجيدة تستطيع استثمارها وتحقيق المكاسب من ورائها، ولكن ذلك يتطلب منك أن تملك أدوات استشعار الفرص التي منها: وجود حافز يدفعك للبحث عن الفرص الجيدة واستثمارها، والتفكير خارج الصندوق بمعنى أن توسع دائرة تفكيرك وتبتعد عن دائرة اهتماماتك الضيقة، وكن مستعدا دائما لاقتناص الفرص.