هيئة تهذيب وتوجيه

الجمعة - 02 ديسمبر 2016

Fri - 02 Dec 2016

مع انطلاق الهيئة العامة للترفيه التي تم إنشاؤها في 30 رجب 1437 الموافق 7 مايو 2016 والتي تسعى بدورها إلى ترسيخ مفهوم الترفيه من خلال إيجاد بدائل مواكبة للتطور الموجود بحيث يتواءم مع تسارع عجلة التنمية مع العمل لسد احتياجات المواطن والمقيم بخلق وسائل وموارد ترفيهية هادفة ووضع حلول لمعطيات تتزامن مع هذا التطور، نستشرف حاجة ماسة لهيئة عامة أخرى، هيئة تختص بتهذيب وتوجيه الفرد لمحاسن الأخلاق وحثه على الالتزام بها، هيئة همها الأول والأخير التوعية، هيئة مرادفه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هيئة تسعى لتقويم التصرفات الشاذة المخلة بالأدب العام، هيئة تصوب وتقوم الاعوجاج الذي أضحى ظاهرة تمس الشباب والشابات بالدرجة الأولى، ففي حين تفرض إدارة المرور عقوبة قصوى على قاطعي الإشارة ومتجاوزي السرعة وكذا المفحطين، لا نرى أي عقوبة مماثلة تسقط على متجاوزي القيم والأخلاق، فوزارة الداخلية ممثلة في إدارة المرور تعطي مخالفات مرورية لمن يهبط سيارته على سبيل التغيير والتميز وحب الظهور، في المقابل لا نرى إدارة (ما) تعطي مخالفة أو توقف من يهبط بنطاله ليظهر سوءته لذات السبب، وحين يغير الشاب من ملامح مركبته بالزينة وبعض الإكسسوار اللافت للنظر فإن إدارة المرور توقع عليه مخالفة لمخالفته قواعدها في تغيير ملامح السيارة، إلا أنا لا نرى من يعاقب الشاب الذي تفترض فيه الرجولة حين يغير من ملامحه ليتشبه بالنساء، إما بلبس السلاسل أو لبس الخلخال أو تسريحة الشعر التي لن تمنحك فرصة الحكم على الكائن الماثل أمامك أهو ذكر أم أنثى، ناهيك عن المكياج الذي أصبح موضة تدار في الصالونات الرجالية، حتى غدا من كانوا رجالا أشباه رجال.



وما يقال للشباب يسحب أيضا على الشابات سواء المسترجلات منهن أو المتبرجات، وكما أسلفت فإن وظيفة هذه الهيئة أو الإدارة تتمحور في التصدي لتلك الظواهر السلبية الخارجة عن الدين والعرف والتي باتت تنخر في قيم المجتمع وتعصف بمقدراته وتضرب بعاداته وتقاليده عرض وطول الحائط..



والله من وراء القصد.