على رسلكم.. لسنا نستجدي بإعاقتنا

الجمعة - 02 ديسمبر 2016

Fri - 02 Dec 2016

قبل أيام طالعت خبرا مفاده أن أحد الإخوة من ذوي الإعاقات الحركية من الذين فقدوا أيديهم، ولله الحمد على كل شيء، قد واجه مشكلة مع شركة الاتصالات السعودية STC، والمشكلة تتلخص بأنه أراد استخراج شريحة فطالبوه بالبصمة، وطبعا هو لا يستطيع التبصيم، وهذا خطأ تقني كبير، لكنه ليس مسؤولية شركة الاتصالات، لأنها تعليمات صادرة من هيئة الاتصالات ووزارة الداخلية لغايات أمنية وسلامة الوطن كله، نعم معه حق لأن المنظم للأمر لم يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر لأنه بكل بساطة لم يسمع من قبل بمفهوم الوصول الشامل الذي لطالما تحدثنا عنه، وناشدنا الجميع بأن يطبقوه على أسسه والتي لو طبقت لما واجهنا مثل هذا الموقف مع هذا المواطن صاحب الحق بأن يخدم نفسه بنفسه ويخدم وطنه أسوة ببقية أبناء الوطن.



لا اختلاف على وجود خلل تجب معالجته والأمر ليس معقدا، وبما أننا اكتشفناه فبالتأكيد سيحل وينظم الأمر مستقبلا، لكن ما أثار في نفسي ملاحظات هي الطريقة التي واجه بها الأخ الفاضل الأمر، نعم من حقه أن يعبر عن رأيه وغضبه وانزعاجه، لكن ليس بأسلوب الاستجداء والتركيز على مفهوم العجز والتعاطف كونه معاقا، خاصة وأنه أخذ بمهاجمة أحد أهم وأكبر الشركات الداعمة لمسيرة تمكين ودمج ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة، وهي شركة الاتصالات STC.



الصراخ والاستجداء كوني معاقا وإظهار نفسي بمظهر المسكين الذي لا حول له ولا قوة إلا بالصراخ والبكاء أمر مرفوض تمام وغير مقبول، خاصة في عهد سلمان حفظه الله، الذي جعل من ملف الإعاقات والمعاقين شغله الشاغل، ووضع وشرع من الأنظمة الكثير وقطعنا شوطا طيبا ولله الحمد، ويكفي أنه حمل ابنه سلطان بن سلمان، حفظه الله، الأمانة وجعلها مسؤوليته المباشرة.



علينا العمل كفريق ويد واحدة وتنظيم عال، نعم خطأ وخلل ما حصل أو ما قد يحصل مستقبلا من مواقف مشابهة، الحل سهل جدا وهو اللجوء فورا لإحدى الجهات المعنية بشؤون ذوي الإعاقات أو الجمعيات المعنية التي من واجبها حل الموضوع بكل سهولة وهدوء وقوة أيضا، وهذا يقودنا إلى مقترح لطالما اقترحناه وآن أوانه وهو وجود ممثل للمعاقين في كل جهة كبرى مرتبط بغرفة عمليات مرتبطة بكل مؤسسات الدولة تعمل على مدار الـ24 ساعة يوميا، يتصل عليها كل ذي إعاقة في حال واجه مشكلة أو موقفا يكون فيه النظام أو الإجراء لا ينسجم وإعاقته، ولا يمكنه من أداء مهامه وواجباته وخدمة نفسه.



شركات الاتصالات السعودية كلها لها كل الاحترام والتقدير، ولا أعفيها من المسؤولية، لكنها لا تقع عليها وحدها، ولا أبرر لها لأنها أيضا تحتاج إلى مزيد من التثقيف والتوعية في مجال الوصول الشامل، ونمد أيدينا لها، لكنها أيضا لم تقصر ولن تقصر مستقبلا وهي داعمة رئيسة لنا ولكل ذي إعاقة في المملكة. وشخصيا سأتواصل معها لحل هذه المشكلة ليس في موضوع البصمة فقط بل فيما قد تواجهه مستقبلا من مواقف مشابهة، وبكل تأكيد أن أبوابهم مفتوحة وسيستمعون ويتعاونون إن شاء الله.



هذا حقنا وهذا واجب دولتنا ومسؤولية كل مؤسسات الوطن العامة والخاصة؛ لأن الوطن لا يكتمل بناؤه إلا باكتمال قدرة كل أبنائه على خدمته وخدمة أنفسهم، كلنا جنود له وكل على قدر طاقته، وأقول لأخي ذي الإعاقة اطمئن لست وحدك ولن نتركك وحدك وإن كنت بدون يدين، فالله أعطاك يد العقل التي نريدك أن تمدها لنا، ونحن بصمتك وسندك.