مطالبة بتحصين التعايش المجتمعي بجهاز رسمي لردع شبح الفرقة والفتنة والانقسام

الخميس - 01 ديسمبر 2016

Thu - 01 Dec 2016

u0627u0628u0646 u062du0645u064au062f u0648u0627u0644u0645u0628u0627u0631u0643 u0648u0627u0644u0639u0628u064au062f u0648u0627u0644u062cu0648u064au0631 u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u062cu0644u0633u0629 u0627u0644u0623u0648u0644u0649 u0644u0644u0642u0627u0621 u0627u0644u0648u0637u0646u064a u0644u0644u062au0639u0627u064au0634 u0627u0644u0645u062cu062au0645u0639u064a            (u0632u064au0627u062f u0627u0644u0631u0632u064au0632u0627u0621)
ابن حميد والمبارك والعبيد والجوير خلال الجلسة الأولى للقاء الوطني للتعايش المجتمعي (زياد الرزيزاء)
انشغلت النخب الدينية والسياسية والاجتماعية والحقوقية في السعودية ببحث سبل تحقيق «التعايش المجتمعي» داخل البلاد، في أول إطلالة لهذا الموضوع بعد 13 عاما من المرة الأولى التي طرح فيه، ضمن مساعي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتقريب وجهات النظر إزاء الطرق المثلى الكفيلة بتحقيق التعايش، ونبذ شبح التصنيفات الفكرية والمذهبية والمناطقية والجهوية والقبلية، في سبيل تعزيز اللحمة الوطنية.



وبمشاركة رجال دين سنة وشيعة وحضور رفيع من الشخصيات العامة في الدولة، عقد مركز الحوار الوطني الجولة الأولى من تلك النقاشات في مقره بالرياض ابتداء من أمس الأول، في وقت يسعى فيه إلى خلق مبادرات قابلة للتطبيق على أرض الواقع طبقا لما ذكره أمين عام المركز فيصل بن معمر، في وقت طالب فيه وزير التعليم الأسبق الدكتور عبدالله العبيد بـ»إنشاء جهاز رسمي في الدولة تكون مهمته تعزيز الوحدة الوطنية ومتابعة منع كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام، ويكون ممثلا به بعض القيادات الاجتماعية والفكرية والمذهبية».



ورغم التحديات التي تواجه مبدأ «التعايش المجتمعي» داخل السعودية، إلا أن أكثر ما رشح في سياق الندوة الأولى من اللقاء الوطني من إرهاصات كان يتناول تلميحا لا تصريحا، موضوع السنة والشيعة، وخلافات الماضي التي تضرب أطنابها في العلاقة بين هذين المكونين.



وكان أكثر أمرا لافتا، تطرق وزير التعليم الأسبق في سياق ورقته المقدمة إلى اللقاء الوطني «التعايش المجتمعي.. وأثره في تعزيز اللحمة الوطنية»، إلى خطوة إخفاء الأهداف السياسية والأطماع، وإرجاع الخلافات إلى قضايا تاريخية ودينية واعتبارها من الوسائل التي تستخدم في تفكيك اللحمة الوطنية، مطالبا بأهمية ترك الماضي وراء ظهور الجميع، في إشارة غير مباشرة إلى موضوع «ثارات الحسين».



رجل الدين الشيعي زكي الميلاد، شدد في تعليقاته خلال الجولة الأولى من اللقاء، على أهمية الإقرار بحقيقة وجود المجتمع التعددي كما ووصفا، لضبط مفهوم التعايش داخل السعودية، لافتا إلى أن هذا الأمر يتأتى في تحديده بصورة رئيسية في الجانب المذهبي، والجانب المناطقي والقبلي.

غير أن الدكتور عبدالله العبيد كان له رأي آخر في موضوع التعددية، وقال إنها إذا لم توظف التوظيف الصحيح فإنها تشكل عاملا من عوامل هدم المجتمعات وتفتيت لحمتها، وبالأخص فيما يتعلق بالجوانب المذهبية، معتبرا إياها مثل السوس الذي ينخر الجسم من داخله.

وتعامل إمام الحرم المكي الشريف والمستشار بالديوان الملكي الدكتور صالح بن حميد، على نحو دبلوماسي أذهل الجميع، في تعاطيه مع موضوع التعايش والتعددية في المجتمع، مشبها التعايش برسمة إبداعية تضم مجموعة من الألوان، وأنه ليس ضروريا أن تكون الألوان مقسمة بذات التساوي على اللوحة، وأن جماليتها رهن بتوزيع الألوان داخلها.

وطبقا لأمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، فإنه ينتظر أن يعلن المركز اليوم مجموعة من المبادرات العملية لتحقيق التعايش بين أفراد المجتمع السعودي بما يسهم في تعزيز اللحمة الوطنية، لافتا بأن تلك المبادرات ستتجاوز في فاعليتها ما كانت تخلص إليه اللقاءات الماضية من توصيات صعبة التطبيق.





روحا «حبيب الشعب» و«صوت الوسطية» ترفرفان على أجواء اللقاء



رفرفت روح الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، والدكتور الراحل صالح الحصين، على أجواء اللقاء الوطني المنعقد حاليا في الرياض تحت اسم التعايش المجتمعي وأثره في تعزيز اللحمة الوطنية، حيث استحضر فيصل بن معمر دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إنشاء المركز ودعمه، معتبرا أن المقر الجديد الذي تم بناؤه وبدأ تشغيله، هو بمثابة ثمرة من ثمار دعم الملك الراحل للحوار الوطني.



ولم يفت ابن معمر التطرق إلى الدور الذي لعبه رئيس اللقاء الوطني الأول للحوار الفكري صالح الحصين في تدعيم أواصر المركز، وأعلن أنه في سبيل الوفاء لهذا الرجل تسمية القاعة التي احتضنت لقاء الأمس باسمه، وتدشين كتاب خاص عنه حمل اسم «صوت الوسطية»، حيث جاءت التسمية انطلاقا من قدرة الحصين في إدارة الخلافات وتقبل وجهات النظر، واعتقاده بأن قضايا الوطن بحاجة إلى حوار دائم ولا يحيط بها شخص واحد أو مجموعة أشخاص، وتقديمه لنفسه على الدوام بأنه «كالماء لا لون له»، في إشارة إلى بعده عن الانتماء إلى أية تيارات أو أفكار عدا دينه أولا ووطنه ثانيا.



10 وسائل لتفكيك اللحمة الوطنية، بحسب العبيد:



1
التكفير والتكفير المتبادل

2 بث روح الكراهية بين الأجناس والأعراق

3 تحكم الضعيف بالقوي وذلك بالاحتماء بجهات خارجية

4 إخفاء الأهداف السياسية والأطماع وإرجاع الخلافات إلى قضايا تاريخية ودينية

5 إبراز مظاهر التميز في اللباس والعادات والعبادات والمرجعيات

6 تفجير الخلافات بين الجماعات والدولة واللجوء إلى الاغتيالات والصراعات المسلحة

7 التضييق على المخالف في تغليب المصالح المذهبية على المصالح العامة للوطن

8 استفزاز المخالف بالمظاهر التي تتعارض مع الرأي العام

9 تغذية عوامل الكراهية وإضعاف البنية الداخلية من خلال تعدد الانتماءات بين مكوناته

10 دعم العناصر المتشددة