تبرير الخطأ بقدر الله ومشيئته
الثلاثاء - 29 نوفمبر 2016
Tue - 29 Nov 2016
يستخدم البعض قدر الله ومشيئته سبحانه وتعالى لتبرير القصور والخطأ والإهمال. يستخدمها ليعلق عليها نتيجة ما تقاعس عنه وما لم يحرص عليه وما لم يؤده حق أدائه. يستخدمها تسطيحا للمسؤولية ونأيا بالنفس عن المساءلة وإبعادا للذات عن التأنيب. يستخدمها كسبيل للخروج من مأزق وبحث عن حجة تعفيه من مقاضاة، وساتر بينه وبين تطبيق القانون والنظام عليه.
يتأخر أحدهم عن موعد تكاسلا وإهمالا وعدم انضباط، وعندما تسائله عن سبب تأخره يرد بأن «الله ما أراد». ويقود شاب سيارته بتهور وسرعة جنونية غير ملتزم بأي قوانين أو أنظمة أو آداب طريق، ثم، وعندما يقع له حادث ويصدم شخصا أو يدهس آخر، يأتي هو أو من ينوب عنه ليقول لك: تنازل عنه وسامحه فهذا قدر الله ومشيئته. بل يصل الحال بالبعض لأن يسائلك في عقيدتك ويشكك في إيمانك بقوله «إنت ما تؤمن بالله يا أخي؟»، «إنت ما تؤمن بقدر الله وقضائه؟»، «ما تؤمن بمشيئة الله؟» محورا خطأه أو خطأ قريبه وإهماله ولا مبالاته واستهتاره إلى خطأ عليك، خطأ فيك، خطأ في إيمانك وعقيدتك ويقينك، ليبعث فيمن حولك وعنك تساؤلات وشكوكا ينفذ من خلالها المخطئ والجاني والمقصر، وتبوء أنت بما اكتسب.
قادني لطرح هذا الموضوع ما ردده البعض قبل أيام في وسائل التواصل الاجتماعي دفاعا عن فساد بعض المسؤولين وإهمالهم لما أوكل إليهم وتغاضيهم عن العبث فيما اؤتمنوا عليه. يأتمنهم ولي الأمر ويضع فيهم ثقته ويوكل إليهم شأنا من شؤون الوطن والمواطنين ليقوموا بواجبهم خير قيام، وليؤدوا الأمانة وليراقبوا الله فيما يفعلون، ثم، وعندما تنكشف سوءاتهم يبدؤون بالتبرير والتدوير والبحث عن مخرج من ورطتهم وفضيحتهم، فلا يجدون أقرب من قدر الله ومشيئته ليعلقوا عليهما أخطاءهم ويبرروا فعلتهم وخيباتهم. الأدهى والأمر أنه ليس المسؤول نفسه المخطئ الذي قام بهذا التبرير وإنما المطبلون له ممن حوله ومعه ممن يتسابقون لنصرته ودعمه بأوهى عذر وأضعف حجة، فلا يكونون أكثر من حشف وسوء كيل.
إن قدر الله ومشيئته سبحانه وتعالى أعز وأسمى وأشرف من أن يستخدما زورا وبهتانا لتبرير زور وإحقاق باطل. قدر الله ومشيئته سبحانه وتعالى حق وواقع نافذ لا مفر منهما لبشر، لكن أن يتم تجييرهما لدحض حق أو تبرير خطأ أو الدفاع عن تقصير وإهمال وعبث فهذا هو عين الباطل، هذا هو لي عنق الحقائق، وهذا هو استخدام الحق لإرادة الباطل وتحقيقه.
هؤلاء، وهؤلاء تحديدا، يجب عدم التساهل معهم والعفو عنهم، وإنما لا بد من محاسبتهم وإنزال أشد العقوبة بهم لخطئهم أولا ثم لمغالطاتهم واستخدامهم الحق لتبرير باطلهم، وليعلموا أن ما يلقونه من عقوبة وجزاء رادع إنما هو أيضا قدر الله ومشيئته.
[email protected]
يتأخر أحدهم عن موعد تكاسلا وإهمالا وعدم انضباط، وعندما تسائله عن سبب تأخره يرد بأن «الله ما أراد». ويقود شاب سيارته بتهور وسرعة جنونية غير ملتزم بأي قوانين أو أنظمة أو آداب طريق، ثم، وعندما يقع له حادث ويصدم شخصا أو يدهس آخر، يأتي هو أو من ينوب عنه ليقول لك: تنازل عنه وسامحه فهذا قدر الله ومشيئته. بل يصل الحال بالبعض لأن يسائلك في عقيدتك ويشكك في إيمانك بقوله «إنت ما تؤمن بالله يا أخي؟»، «إنت ما تؤمن بقدر الله وقضائه؟»، «ما تؤمن بمشيئة الله؟» محورا خطأه أو خطأ قريبه وإهماله ولا مبالاته واستهتاره إلى خطأ عليك، خطأ فيك، خطأ في إيمانك وعقيدتك ويقينك، ليبعث فيمن حولك وعنك تساؤلات وشكوكا ينفذ من خلالها المخطئ والجاني والمقصر، وتبوء أنت بما اكتسب.
قادني لطرح هذا الموضوع ما ردده البعض قبل أيام في وسائل التواصل الاجتماعي دفاعا عن فساد بعض المسؤولين وإهمالهم لما أوكل إليهم وتغاضيهم عن العبث فيما اؤتمنوا عليه. يأتمنهم ولي الأمر ويضع فيهم ثقته ويوكل إليهم شأنا من شؤون الوطن والمواطنين ليقوموا بواجبهم خير قيام، وليؤدوا الأمانة وليراقبوا الله فيما يفعلون، ثم، وعندما تنكشف سوءاتهم يبدؤون بالتبرير والتدوير والبحث عن مخرج من ورطتهم وفضيحتهم، فلا يجدون أقرب من قدر الله ومشيئته ليعلقوا عليهما أخطاءهم ويبرروا فعلتهم وخيباتهم. الأدهى والأمر أنه ليس المسؤول نفسه المخطئ الذي قام بهذا التبرير وإنما المطبلون له ممن حوله ومعه ممن يتسابقون لنصرته ودعمه بأوهى عذر وأضعف حجة، فلا يكونون أكثر من حشف وسوء كيل.
إن قدر الله ومشيئته سبحانه وتعالى أعز وأسمى وأشرف من أن يستخدما زورا وبهتانا لتبرير زور وإحقاق باطل. قدر الله ومشيئته سبحانه وتعالى حق وواقع نافذ لا مفر منهما لبشر، لكن أن يتم تجييرهما لدحض حق أو تبرير خطأ أو الدفاع عن تقصير وإهمال وعبث فهذا هو عين الباطل، هذا هو لي عنق الحقائق، وهذا هو استخدام الحق لإرادة الباطل وتحقيقه.
هؤلاء، وهؤلاء تحديدا، يجب عدم التساهل معهم والعفو عنهم، وإنما لا بد من محاسبتهم وإنزال أشد العقوبة بهم لخطئهم أولا ثم لمغالطاتهم واستخدامهم الحق لتبرير باطلهم، وليعلموا أن ما يلقونه من عقوبة وجزاء رادع إنما هو أيضا قدر الله ومشيئته.
[email protected]