الشباب والخصخصة

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2016

Tue - 29 Nov 2016

تخصيص الأندية وتحويلها إلى شركات هو قرار منتظر منذ فترة بعد أن أشبع الموضوع دراسة ومناقشة وتم تداوله في وسائل الإعلام كثيرا، وصدور القرار الملكي جعله واقعا ملموسا ليواكب الرؤية المستقبلية للملكة 2030 والوصول بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة.



وخصخصة الأندية وتحويلها إلى شركات ليست المعنية به فقط الهيئة العامة للرياضة للسير بها إلى الأمام وإنجاحها، فكثير من الوزارات والجهات الحكومية لها صلة بالموضوع بشكل أو بآخر، والمشكلة الكبيرة أن هناك بعض المسؤولين الذين لا يزالون ينظرون للأندية والألعاب الرياضية على أنها مضيعة للوقت والمال والجهد، وليست مجالا للمنافسة بين الشباب وتقوية أبدانهم وإشغال أوقاتهم بالمفيد.



ولقد كانت أمنية الشباب غير المنتمين للأندية أن يكون اسم الهيئة العامة للرياضة (الهيئة العامة للشباب والرياضة)، فإذا كانت الهيئة العامة للرياضة هي الجهة الرسمية المسؤولة عن الرياضة في الأندية بالمملكة، فما هي الجهة المسؤولة عن الشباب غير المنتمين للأندية بالمملكة وهم الشريحة الأكبر بين السكان؟ لكم الله أيها الشباب فقد تهتم بين الاستراحات والكافيهات، وعدم الجلوس بالطرقات، وممنوع دخول غير العائلات.



أحيطكم علما وهما يا رئيس هيئة الرياضة، إنني كنت أمارس الرياضة في أحد أندية اللياقة البدنية، وفوجئت بأن النادي قد أحضر شركة مختصة لتركيب باب يؤدي إلى صالات الألعاب الرياضية لا يفتح إلا بالبصمة، وعند سؤالي أحد العاملين بالنادي عن الموضوع أبلغني بأن كثيرا من الذين يحضرون إلى النادي لممارسة الرياضة غير مشتركين، أو أن اشتراكاتهم منتهية الصلاحية، ولكنهم يستمرون بالحضور إلى النادي، وأضاف «سوف ترى في قادم الأيام أن عدد الحضور سوف ينخفض إلى النصف»، وهذا ما حصل بالفعل! وهذا يدل على أن الشباب غير المنتمين للأندية لديهم رغبة في ممارسة الرياضة، ولكن لا توجد أماكن مخصصة لهم، أو أنهم لا يملكون المال للاشتراك في أندية اللياقة البدنية الأهلية.



في تصريح إعلامي لك يا رئيس الهيئة قلت إنه بعد الخصخصة لن نتدخل في عمل الأندية وهذا جيد.



إذن لدى الهيئة وأعضائها وقت كاف، ويمكنهم أن يتخصصوا في رعاية شباب المملكة، وخلق وتوفير أماكن خاصة لهم لممارسة الرياضة، وزيادة اللياقة البدنية، بإنشاء ملاعب كرة قدم وسلة وطائرة وصالة ألعاب الحديد في كل حي بمساعدة أصحاب رؤوس الأموال والمختصين وبشكل محترف، وباشتراك رمزي وتحت مظلة وإشراف مكاتب الهيئة وبإدارة قدامى اللاعبين أو المعتزلين، مما يؤدي إلى إشغال الشباب وسد أوقات فراغهم وقطع الطريق على كل الجهات المجهولة التي تحاول جذبهم إليها.



فإذا لم تهتم هيئة الرياضة وتخصص أماكن خاصة للشباب لممارسة هواياتهم الرياضية فسوف تخصص وزارة الداخلية أماكن خاصة لاستضافة بعضهم.