الملك سلمان يطلق فصلا تاريخيا جديدا في صناعة التنمية باستثمارات 216 مليارا

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2016

Tue - 29 Nov 2016

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة الجبيل الصناعية اليوم ، ووضع حجر الأساس لمشاريع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو وشركة سابك والقطاع الخاص، التي يبلغ عددها 242 مشروعا، وتتجاوز تكلفتها 216 مليار ريال، حيث سلم الملك سلمان مجسم تدشين المشاريع لطفل وطفلة، وبدورهما وضعاه في منصة التدشين.



وكان في استقبال خادم الحرمين بمقر الحفل بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضاري رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله، وأمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، والمستشار في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح.



أبرز حضور حفل التدشين



الأمير خالد بن فهد بن خالد، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، الأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، الأمير تركي بن عبدالله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير تركي بن فيصل بن ثنيان، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الأمير تركي بن فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، الأمير عبدالله بن سعود بن ثنيان، الأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز.





زيادة تنافسية الصناعات الوطنية



وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح: إن هذه المشاريع الصناعية هي الأكبر والأكثر تقدما من نوعها على مستوى العالم، كما أن المزيج الفريد من منتجاتها المتخصصة يتم تصنيعه لأول مرة في الشرق الأوسط، وقد تحقق كل هذا بفضل شراكات ناجحة مع شركات عالمية مثل داو كيميكال واكسون موبيل الأمريكيتين وتوتال الفرنسية، التي استثمر كل منها عشرات المليارات.



وبين أن "المشاريع تتيح فرصا غير مسبوقة لتعزيز وتكامل قدراتنا في مجال الصناعة بشكل شامل، وفي إطار هذه التعزيز والتكامل يأتي الدور الفريد لمشروع "بلاس كيم"، وهو مجمع عالمي المستوى للصناعات الكيميائية والتحويلية، ويتوقع أن يستقطب استثمارات نوعية تقدر بنحو 20 مليار ريال، كما يولد نحو 20 ألف وظيفة، وما يميزه هو توفير منصة صناعية مميزة للمملكة، تتكامل فيها الخدمات الصناعات التحويلية مع الصناعات الأساس، وتجد فيها الصناعات التحويلية الخدمات التي تحتاجها في جميع مراحل التصنيع وسلسلة القيمة".



وأشار إلى أن مشاريع هذا المجمع تحول المواد الأولية والمنتجات الوسيطة واللقيم التي توفرها شركات سابك وساتورب وصدارة والصناعات البتروكيميائية الأساس الأخرى في الجبيل الصناعية إلى منتجات نهائية ذات قيمة مضافة عالية، حيث إن التكامل النوعي بين الصناعات الأساس والصناعات التحويلية مع العمل الجاد لإزالة أي عوائق أمام الاستثمار أو النفاذ إلى الأسواق، سيزيد من القوة التنافسية للصناعات الوطنية وبالتالي الاقتصاد الوطني، بما يسهم في تحويل المملكة من بلد مستورد ومستهلك للكثير من المواد الاستهلاكية إلى بلد منتج ومصدر لها لأنحاء العالم كافة، حيث ستشمل هذه مجالات عدة، منها صناعات البناء، وصناعة السيارات ومكوناتها والصناعات الطبية والدوائية وصناعة الالكترونيات والمنسوجات والأجهزة المنزلية، وعدد من المنتجات التي تدخل في الاستخدامات اليومية.



حراك معرفي وتنموي فريد



وأضاف الفالح أن التكامل الناجم عن هذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة سيؤدي إلى حراك معرفي واقتصادي وتنموي فريد يتمثل في تحفيز البحث العلمي والابتكار، وتنويع الصناعة، وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسيؤدي هذا كله إلى سد فجوة اقتصادية قائمة في القطاع الصناعي، تتمثل في عدم جنينا للعائدات الكبرى المتاحة من القيمة المضافة الناتجة عن تصنيع السلع والمنتجات التي تقدمها الصناعات التحويلية، وكذلك حرماننا من آلاف الوظائف النوعية التي يمكن أن تتاح لأبناء هذا الوطن من خلال الاستثمار في هذه الصناعات.



واختتم الفالح كلمته قائلا: باختصار شديد يا خادم الحرمين الشريفين، كما استفدنا قبل 40 عاما ونيف من الغاز الطبيعي فحولناه إلى منتجات بتروكيمائية أساسية عالمية الجودة، غزونا بها أسواق العالم، ها نحن اليوم في ظل قيادتكم الحكيمة نخطو خطوة جبارة أخرى نعزز بها قدراتنا على إنتاج المواد البتروكيميائية المتميزة، ونحول فيها هذه المواد إلى منتجات استهلاكية تدعم قوة اقتصادنا ورفاه مواطنينا. واليوم واستكمالا لسلسلة التنمية وتعزيزا للدعم والمساندة التي تحتاجها، تتفضلون يا خادم الحرمين الشريفين - أيدكم الله - بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي في مدينة الجبيل الصناعية اليوم، الذي صمم لاستيعاب النشاطات التجارية والخدمية التي سوف تنشأ نتيجة إطلاق هذه المشاريع الصناعية العملاقة، وتكون نواة لحراك اقتصادي وتنموي متنوع ومميز.



مشاريع بأرقام غير مسبوقة



وقال رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع في كلمته "إن تفضلكم بتدشين جملة من المشاريع بأرقام غير مسبوقة تفوق استثماراتها 216 مليار ريال، لكل من الهيئة الملكية وشركات أرامكو وسابك وشركائهما، ووضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي للجبيل الصناعية، تأذنون ببدء فصل تاريخي جديد من فصول صناعة التنمية، حيث سيصبح مركزا إقليميا للجزء الشمالي من المنطقة الشرقية".



وأضاف أن "سعي الهيئة بالتكامل مع شركائها يأتي في إطار حرصها على التميز ومواكبة المرحلة إلى التحول، مما يعرف بالميز النسبية المعتمدة على العوامل الإنتاجية المتوفرة من التسهيلات والإمكانات والمواد الخام، إلى الميز التنافسية التي تعتمد على المهارة والابتكار والتقنية الحديثة، مما مكن من توفير بيئة استثمارية جاذبة دفعت بالقطاع الخاص نحو المشاركة بفعالية لينجح في توطين صناعات بتروكيماوية وتعدينية وتحويلية، ويؤكد نجاح شركة سابك في احتلال المرتبة الرابعة عالميا في صناعة البتروكيماويات، بعد تمكنها من توطين صناعات ضخمة، وجلب أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة، وتأهيلها كوادر سعودية طبقت التقنيات وطورتها، فضلا عن امتلاكها لمنظومة تقنية تنتشر داخل المملكة وخارجها، وتواجد مصانعها ومكاتبها في خمسين دولة، وتسويق منتجاتها في 100 دولة".



13 مليارا لمشروع المطاط



قال رئيس شركة إكسون موبيل كيميكال، نيل تشابمان إن تدشين هذه الإنجازات المهمة في مدينة الجبيل الصناعية شرف لنا جميعا، وتفخر شركة إكسون موبيل بأن تكون جزءا من هذه المناسبة المهمة.



وأضاف: في إكسون موبيل فخورون بأن نكون شريك أعمال موثوقا به في المملكة لأكثر من 85 عاما، وأحد أكبر المستثمرين الأجانب في المملكة، وتابع:

لقد مثلت علاقاتنا مع شركتي أرامكو السعودية وسابك ومع الهيئة الملكية للجبيل وينبع حجر الأساس لنجاحنا في المملكة، حيث حققت مشاريعنا المشتركة المتمثلة في شركات كيميا وسامرف وينبت نتائج باهرة في توفير فرص للتدريب والتطوير على مستوى عالمي وفرص وظيفية مجزية للآلاف من الشباب السعودي.



وأشار إلى أنه " قبل نحو 10 سنوات تواصلت معنا وزارة البترول لتعرفنا برؤيتها المتعلقة بإيجاد صناعة للمطاط الصناعي في المملكة بهدف تعزيز التنوع الاقتصادي وإيجاد فرص العمل، وهنا قبلت إكسون موبيل هذا التحدي بسعادة، وعملت تحت قيادة وزارة الطاقة وشركة سابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة".



وأبان أنه " من دواعي سروري أن أهنئ المملكة وشركاءنا على إنهاء شركة كيميا لمشروع المطاط السعودي بنجاح وأمان، وسينتج المشروع الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 13 مليار ريال منتجات متخصصة من المطاط، الأمر الذي يعزز تنويع الاقتصاد في المملكة بما يواكب رؤية المملكة 2030 ، بينما يستفيد من ريادة إكسون موبيل العالمية في تقنيات المطاط "، مشيرا إلى أنه ،" انطلاقا من نجاح شراكاتنا في المملكة العربية السعودية، تعمل إكسون موبيل مع شركائها السعوديين خارج المملكة من خلال مشروع مشترك مع شركة أرامكو السعودية في الصين، ومشروع مشترك تحت الدراسة بمليارات الدولارات مع سابك في الولايات المتحدة".



وبين أنه استمرارا لتاريخ المملكة الطويل في إيجاد بيئة استثمارية مستقرة وجذابة، تمثل رؤية 2030 شاهدا حقيقيا لحكمة قيادة هذه البلاد الرشيدة، تتشرف إكسون موبيل أن تكون جزءا من تحقيق رؤية السعودية.



1200 موظف في ساتورب



أفاد الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان بأن المجمع العالمي يأتي تكليلا لمسيرة طويلة من العلاقة المميزة والتعاون المثمر مع المملكة في الكثير من المجالات، مبينا أن توتال بدأت أعمالها في السعودية 1974 ، أي منذ أكثر من 40 سنة، حققت خلالها مع شركائها الكثير من النجاحات التي عادت بالنفع على الطرفين.



وذكر أن المشروع المشترك مع أرامكو السعودية في الجبيل مجمع ساتورب، يشمل مصفاة ومرفق بتروكيميائيات تبلغ قيمة استثماراتهما 13 مليار دولار، ويتم تشغيلهما وفقا لأعلى معايير الأمان، ويعمل فيهما 1200 موظف، مشيرا إلى بدء مرحلة التشغيل الكامل للمجمع، الذي لا تقتصر فوائده على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل الأثر الاجتماعي والمساهمة في توطين التقنيات الحديثة في المملكة.



وقال إن توتال لديها الرغبة الأكيدة في مواصلة العمل الجاد والاستعداد للمستقبل الواعد مع المملكة من خلال المشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030 وبين أن الشركة تعتزم افتتاح مرحلة ثانية من مراحل تطوير هذا الموقع لشركة ساتورب، خاصة في قطاع الصناعات البتروكيميائية، واستطلاع فرص التعاون في مشاريع مشتركة تحقق الاستفادة من أوجه التكامل مع المصانع المجاورة، كما تعتزم التعاون مع أرامكو السعودية، في تطوير عدد من الشراكات في قطاع التسويق، والبيع بالتجزئة، وزيوت التشحيم، وذلك داخل المملكة وخارجها.



وقال: إن التحدي في مجال صناعتنا يتمثل في توفير طاقة نظيفة تتسم بالموثوقية واعتدال الأسعار للعالم، مشيرا إلى أن « الشركة تعمل على مواجهة هذا التحدي عن طريق توسعة مجموعة أعمالنا بالدخول في مجال مصادر الطاقة المتجددة، ولاسيما الطاقة الشمسية، حيث إن النفط والغاز سيظلان محور أعمال توريد الطاقة العائدة لتوتال لفترة طويلة من الزمان » .

ولفت إلى سعي الشركة لاستكشاف الفرص الجديدة للاستثمار في جميع المجالات ذات الصلة بالطاقة في إطار شراكة فاعلة مع المملكة تتيح البناء والمساهمة من خلال المشاريع، وما يبديه الشباب السعوديون من حماس ومهارة في تحقيق رؤية المملكة 2030.



مشاركة 1000 سعودي في داو



وقال رئيس شركة داو كيميكال وكبير إدارييها التنفيذيين أندرو ليفريز في كلمته « كنا نحلم بهذا اليوم ونعمل على تحقيقه منذ نحو عقد من الزمان، وها هي رؤيتنا المشتركة تخرج إلى حيز الوجود بعد عشرات الملايين من ساعات العمل الجاد، وبعد سنوات من التخطيط الدقيق والجهود، بالتعاون مع الشخصيات القيادية في قطاعات الأعمال والحكومة والمجتمع المدني ».



وأفاد بأنه أكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة، وتشكل صدارة مشروعا مشتركا غير مسبوق من حيث حجمه ونطاق عملياته، كما أنه صرح كبير ونموذج فريد للابتكار والهندسة أقيم بأيدي مواطنين سعوديين ليسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 ، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 1000 سعودي شاب في مهام عمل تدريبية على الصعيد العالمي في المواقع العائدة لشركة داو.



وأوضح أن وحدات التصنيع ال 26 التابعة لصدارة ستكون لها مجتمعة طاقة إنتاج تزيد على 3 ملايين طن من اللدائن عالية القيمة والأداء والمنتجات الكيميائية المتخصصة سنويا، مشيرا إلى أنه في نهاية الشهر المقبل قد صدر بالفعل أكثر من 14 ألف حاوية إلى 10 مراكز حول العالم ، «ومع تنامي حجم إنتاجنا سيواصل هذا المرفق اجتذاب التقنيات والخبرات والاستثمارات، حيث يسهم في إيجاد سلاسل قيمة متنوعة بدأت بالفعل من خلال الشركات العديدة التي وقعت عقود استثمارات في مجالات الصناعات اللاحقة، ليساعد في إرساء بيئة تصنيعية مزدهرة، بما يتيح للمملكة العربية السعودية تحقيق أفضل عوائد من موارد الطبيعة والصناعية، وتحويلها إلى حلول يستفيد منها العالم أجمع » .