بسام فتيني

لقاء غسان!

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 27 نوفمبر 2016

Sun - 27 Nov 2016

تعتبر المنشآت المتوسطة والصغيرة من الكنوز المنسية في دول العالم الثالث، فغير المختصين أو العارفين بها ينظرون إليها من زاوية بيع الخردوات أو العمل من أجل الكفاف وعدم الحاجة لأحد! بينما على العكس تماما تكمن حقيقة هذه الشريحة المظلومة، بأنها شكلت حجر الزاوية لبعض الدول المتفوقة اقتصاديا وصناعيا كالصين شرقا وتركيا غربا.



وفي لقاء رتبت له الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة الأسبوع الماضي كان لقاء المسؤول معالي الدكتور غسان السليمان مع فئة مختارة من شباب وشابات الأعمال وبعض التجار والتاجرات، بصراحة كنت أتوقع أن يكون هذا اللقاء كغيره من لقاءات الفلاشات والروتين المميت! لكن الجميل أن الضيف هذه المرة لم يأت مدججا بحاشية أو فلاشات ولا حتى لابسا البشت! بل جاء ومعه بعض معاونيه من الشباب وشابة تمثل العنصر الناعم في هذه الهيئة الوليدة.



لم تكن الكلمات خطابية طويلة مقيتة مملة كحال الكثير من هذه اللقاءات الشبيهة، بل كان حوارا مفتوحا بكل صراحة وبلا سقف وبلا حدود، فالهم كبير والثقة في رجل جاء من قلب القطاع الخاص أكبر، لكن ما أقلقني قليلا هو عدد موظفي هذه الهيئة، حيث لا يتجاوز عدد موظفيها 24 موظفا وهو ما جعلني أقترح على السليمان الاستفادة من رغبات الكثير من أبناء السوق للتطوع وخدمة الهيئة عبر اللجان التطوعية المنبثقة الداعمة لعمل هذه الهيئة.



وهنا أشير لأهمية ما طرح حين ذكر رئيس الهيئة بأن الخطوة القادمة ستتمثل في تخصيص مراكز للخدمات الموحدة، بحيث يمكن لشريحة قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة إتمام أعمالهم بسهولة ومرونة أكثر، وهذه الخطوة إن صحت وظهرت كما نتمنى فستكون نقلة نوعية في تطور الكثير من المنشآت المستهدفة، لا سيما وأن أغلب المشاريع الناشئة يتم قتلها في المهد بسبب تعدد الجهات وتفرق دماء متطلبات التأسيس والبدء في المشروع، مما يؤدي لهدر مالي مرهق في البدايات، لا سيما حين يجد صاحب العمل نفسه قد دفع إيجارا لمدة لا تقل عن 6 أشهر دون فائدة تذكر! ثم يجد نفسه في دوامة استخراج التصاريح ودفع المزيد والمزيد من الرسوم ما بين رخصة بلدية واللوحة الإعلانية ومتطلبات دفاع مدني ثم مكتب عمل وبالتالي فتح حساب في التأمينات الاجتماعية، والاستعداد لدفع المبالغ الشهرية لموظفيه ثم الزكاة والدخل، وكل هذا يأتي في خانة (هات هات هات) وعلى المتضرر أن لا ينتظر كلمة (خذ) إلا حين يرأف به أحدهم فيقول له (خذ) بالك من نفسك!