التفكير من الشمال لليمين!

الاحد - 27 نوفمبر 2016

Sun - 27 Nov 2016

قد يستغرب البعض وربما يتساءل كيف ذلك أن نفكر من الشمال إلى اليمين، وماذا سينتج عن ذلك، وهل بالإمكان فعلا التفكير من الشمال لليمين؟



وأسئلة كثيرة قد تخطر على بال من يقرأ عنوان هذه المقالة، وقد يعتبر أن الأمر مجرد تلاعب بالمفردة للجذب، أي جذب انتباه القارئ ودفعه لمواصلة قراءة هذه السطور التي قرأها بالفعل والتي سيقرؤها إلى نهاية هذا المقال، وهذا استنتاج في غير محله وغير صحيح البتة، لأن ما كتبته بالفعل كنت أقصده بالتحديد، فالتفكير من الشمال إلى اليمين هو محاولة للخروج عن المألوف في نمطية التفكير ومفاجأة الشخص ذاته لنفسه بالتحول إلى بعد آخر وأسلوب مختلف في نمط التفكير، وبالتالي الاستنتاج وعدم الركون إلى جهة واحدة للتعبير عن المكنون الداخلي لذات، بل الانطلاق إلى جهات مختلفة تنتمي إلى ثقافة أخرى وتقمص طريقة تفكير أهل هذه الثقافة أو تلك، وبالانتقال إلى هذه الجهات المتعددة المشارب واللغات ينتج لدينا فكر آخر

لا يشبه الفكر الذي تعود عليه كل منا، وأصبح نمطيا مكررا مملا يقود إلى نفس النتائج، والعكس يحدث عندما نطلق للتفكير العنان ومنحه فرصة أكبر لتحليق في فضاءات أخرى والتعايش مع لغة وأسلوب تفكير ثقافات تختلف عن ثقافتنا، وحدوث شيء من هذا القبيل يشكل بالنسبة لنا نقلة في طريقة تفكيرنا وقد أسميتها التفكير من الشمال إلى اليمين، وهذه النقلة ستسهم في تقبلنا للآخر المختلف عنا بالكلية، وستمنحنا مرونة أكثر في تقبل فكره المختلف عنا بالكلية فكريا وربما أيضا دينيا.



والانفتاح على ما هو مختلف عنا سيجعلنا أعمق استيعابا لثقافة ومعطيات فكر مختلف جذريا عن فكرنا الذي يصبح بهذا التعايش أكثر نضجا وقدرة على الإبداع والعطاء غير المحدودين بمكان أو زمان، وقد يحد من انطلاقه وربما يقيده بكثير من رتابة الفكر النمطي المتشابه الذي يشبه الاستنساخ إلى حد كبير.