إبراهيم جلال فضلون

الأضواء والحرائق الغامضة

الاحد - 27 نوفمبر 2016

Sun - 27 Nov 2016

استدعت فكرة الحرب المدمرة على غزة أفكارا أكثر إبداعية، لتحويل صورة الموت بتجلياتها القاسية إلى حالة تشبه انبعاث الحياة، وعكس تفاصيلها المؤلمة.



لكن عقاب رب البيت الأقصى وحاميه، يرسل جنوده لتذيق أرواح من أذاقنا المرارة والألم، وأوصل إلينا مذاق الموت المحتم عليهم، ليصرخوا هنا وهناك.؛ أنقذونا أيها الأصدقاء، هكذا صرخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كالمرأة «المولولة» على حكومات إيطاليا واليونان وتركيا وقبرص بإرسال طائرات عاجلة لإطفاء نارها في 2010 بغابات جبل الكرمل في شمال إسرائيل قرب حيفا، وقتل 42 شخصا، ليقر رجال الإطفاء بعجزهم عن احتواء الحرائق، لتستعين تلك القوة الاقتصادية العالمية المسيطرة بماسونيتها على الكونجرس الأمريكي ـ الذي لم يعاونه بما أوتي من قوة ـ بجيرانها، ليتكرر المشهد في نهاية 2016.



عجزت قوتهم عن ترويض حريق فتح فاه فجر يوم الأربعاء، وليس نهارا بحرارة شمس الله، لتتغذى، مستعينة بجند الله من الرياح، بـ 13حريقا ببلدة أبو غوش ومناطق الجليل والقدس المحتلة، وقرب نهاريا ومعلوت ومناطق مفتوحة أخرى، أعقبها عقاب رباني لمنعهم الأذان في ثاني قبلة للمسلمين، حريق جديد في محيط مستوطنة «أريئيل» قرب «سلفيت» شمال الضفة الغربية، ختمت باحتراق قاعدة عسكرية إسرائيلية بالكامل، لتجلي الدولة المزعومة 60 ألف شخص من حيفا بعد إصابة العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم دخان الحرائق، ونحن نستنشق غازاتهم المسمومة منذ قرون.



يدرك الفلسطينيون مدى الألم الذي سببه الاحتلال الإسرائيلي لهم ولأراضيهم، لكن منذ عامين كان لغاراتهم وجه آخر أرادوا فيه الانتصار على هذه الحرب التي نالت من كل شيء في غزة، أرادوا فيها التأكيد على أن الجمال حتى في دخان وغبار القصف، حولت صور هذا الدخان إلى لوحات فنية، فصورة لشارة النصر وأخرى للعنقاء، وثالثة لمجموعة من الفلسطينيين أحدهم يرتدي الكوفية، فهل يمكن أن يتعلم (بنو صهيون) ويراجعوا أنفسهم فيما فعلوه وأجرموا بشأنه؟!



إنها رسالة إلى العالم، فربما تكون إسرائيل قد ذاقت بعضا من العذاب الذي تذيقه لنا، ولعلهم يدعون أنها مدبرة منا، أو يقولون إنها أعمال الجن والشياطين، كما فسرها بروفيسور مشهور يدعى (فنسنت جيدايز) في كتابه الرائع بعنوان «الأضواء والحرائق الغامضة» Mysterious Lights and Fires. لتعلم الماسونية وروادها اليهود أن الله يمهل ولا يهمل.