عبدالله المزهر

ولكن الله سلم .. كان حلما فقط!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 27 نوفمبر 2016

Sun - 27 Nov 2016

رأيت فيما يرى النائم أني أصبحت وزيرا للثقافة والإعلام في إحدى الجزر البعيدة في محيط نسيت اسمه. ثم إني رأيت في هذا الكابوس أني أجمع الناس الذين لهم علاقة بالثقافة والإعلام ـ الذين أحبهم والذين لا أفعل ـ في ورش عمل لمدة شهر كامل غير منقوص، ثم خطبت فيهم خطبة عصماء أفزعت من كان ينام معي في ذات المنزل.



وأنا شخص ينسى أحلامه حتى قبل أن يستيقظ، ولكني ـ لحسن حظكم ـ ما زلت أذكر بعضا مما جاء في خطبتي تلك.

أذكر أني قلت لتلك الحشود: يا أيها الناس إني وليت على الجهة التي تنظم عملكم وتبرزه وتجعل له معنى، فلا يفهمن أحد منكم أن شكا تسرب إليّ أني أعلم منكم أو أكثر ثقافة وفهما. ثم طلبت من أهل الصحف أن يضعوا تصوراتهم وخططهم وما يريدونه من وزارتي وطريقة تنفيذه، وطلبت من أهل الكتب والنشر أن يفعلوا مثلهم، ثم عرجت في خطبتي على أهل الفنون وقلت إن ما تصلون إليه من نتائج وتوصيات سيكون في الغالب هو ما ستحصلون عليه.



ثم التفت للأدباء والمثقفين وقللت من نبرة وحدة صوتي قليلا وحاولت التركيز ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فهؤلاء قوم يدققون في الكلمات كثيرا وأنا أعرف أني أقل من أن أجاريهم في هذا الأمر، ثم طلبت منهم أن يقوموا بما يقوم به غيرهم من كتابة توصيات وتصورات ومطالب تهم الشأن الأدبي والثقافي.

ثم انفض المؤتمرون وأنا ما زلت نائما، فاستثمرت الفرصة وجمعت توصياتهم ومطالبهم وجعلتها هدف وزارتي التي لا بد من تحقيقها قبل أن أستيقظ!



وعلى أي حال..

أبشركم أني استيقظت قبل أن أعرف ماذا حل بتلك التوصيات، وبعد أن استوعبت أن الأمر مجرد أضغاث أحلام، نظرت إلى هاتفي فوجدت عدة رسائل من شلة استراحتنا ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ تطالبني بسرعة تسديد «القطة» قبل أن يلقوا بي أنا وأحلامي في غيابة الحقيقة!



[email protected]