الأفلام الوثائقية.. آلة سفر عبر الزمن
السبت - 26 نوفمبر 2016
Sat - 26 Nov 2016
من يقرأ العنوان يظن أنّ آلة الزمن ليست إلا تشبيها للوصول للمعنى، ولكنني في الحقيقة أقصد الاثنين معا، التشبيه بنقلنا لعوالم مختلفة، وأيضا وجود علماء حقيقيين يعملون جاهدين لتطوير آلة الزمن العجيبة التي نسمع عنها فقط في أفلام الكرتون!
أذهلني فيلم وثائقي بعنوان (آلة الزمن على الجزيرة الوثائقية) على الرغم من أنني تفرّجت على الفيلم مأخوذة بالفكرة فقط دون أن أفهم ما يتحدث عنه العلماء من أمور فيزيائية دقيقة، وحتى لو كنت عزيزي القارئ غير جيد في الفيزياء مثلي ستخرج من الفيلم مؤمنا أن روح الفريق وحب المغامرة والبحث لدى البشر ليست لها حدود.. أعجبني عندما سئل أحد العلماء كيف تشعرون وأنتم تستثمرون عملكم في شيء ربما لا يتحقق؟
كان الرّد ليس من الضروري أن أصل لنقطة النهاية بنفسي، نحن البشر لدينا مدى عمري قصير جُل ما نملكه هو أن نترك بعض الخطوات لمن خلفنا.
الأفلام الوثائقية تنقل لك الحياة ببساطة وأنت جالس في منزلك، بإمكانك أن ترى إحدى الدول الغامضة وهوس شعبها الاشتراكي المسكين المبتلى بتقديس حكومته! فجأة تدق الأجراس يخرج الأطفال مع أمهاتهم، والرجال من أعمالهم ليس لأخذ استراحة غداء كما تظن، بل للتوجه للنصب التذكاري للجنرال ليقدموا له بكل احترام التحايا وباقات الزهور!
ومن ثم تقرر أن تنتقل من هذا العالم بعد أن شعرت بالشفقة على هذا الشعب المنعزل الذي تمنع فيه أيّ موسيقى أو موضة أو ثقافة أجنبية دخيله! بل وحتى أفلام الكرتون مصنوعه لتؤدلج الأطفال بالأفكار التي يُريدها الجنرال!
تذهب للقطب الجنوبي مفتونا بامتداد الأبيض اللانهائي لتجد مستعمرة مليئة بالبطاريق التي تقوم ذكورها بتَخبئة البيض بين أقدامها حتى تفقس ثم تقوم بحماية الفرخ الصغير تحتها لينعم بالدفء وتطعمه من مادّة حليبية من المنقار حتى تأتي الأم التي تذهب في رحلة طويلة في المحيطات لمدّة ستة أشهر بحثا عن الطعام لطفلها ثم تصل لتتبادل الأدوار مع الأب.
ومن ثم تخرج من القطب الجنوبي بعد أن يضربك الصقيع لتذهب بك آلة الزمن للقرن الثاني عشر الميلادي لتغرق في التصوف مع مولانا جلال الدين الرومي، وذات يوم تخرج لتتمشى معه في السوق ومن ثم يتوقف ابن الرومي مستمعا بهدوء لطرق متتابع على صفائح الذهب يغمض عينيه ويزداد الطرق حدّة يندمج مع الإيقاع يفتح ذراعيه ويميل برأسه ليبدأ بالدوران حول نفسه تتسامى روحه ويغرق في العشق الإلهي.
تخرج من آلة الزمن مليئا بالحيوات داخل رأسك.
أذهلني فيلم وثائقي بعنوان (آلة الزمن على الجزيرة الوثائقية) على الرغم من أنني تفرّجت على الفيلم مأخوذة بالفكرة فقط دون أن أفهم ما يتحدث عنه العلماء من أمور فيزيائية دقيقة، وحتى لو كنت عزيزي القارئ غير جيد في الفيزياء مثلي ستخرج من الفيلم مؤمنا أن روح الفريق وحب المغامرة والبحث لدى البشر ليست لها حدود.. أعجبني عندما سئل أحد العلماء كيف تشعرون وأنتم تستثمرون عملكم في شيء ربما لا يتحقق؟
كان الرّد ليس من الضروري أن أصل لنقطة النهاية بنفسي، نحن البشر لدينا مدى عمري قصير جُل ما نملكه هو أن نترك بعض الخطوات لمن خلفنا.
الأفلام الوثائقية تنقل لك الحياة ببساطة وأنت جالس في منزلك، بإمكانك أن ترى إحدى الدول الغامضة وهوس شعبها الاشتراكي المسكين المبتلى بتقديس حكومته! فجأة تدق الأجراس يخرج الأطفال مع أمهاتهم، والرجال من أعمالهم ليس لأخذ استراحة غداء كما تظن، بل للتوجه للنصب التذكاري للجنرال ليقدموا له بكل احترام التحايا وباقات الزهور!
ومن ثم تقرر أن تنتقل من هذا العالم بعد أن شعرت بالشفقة على هذا الشعب المنعزل الذي تمنع فيه أيّ موسيقى أو موضة أو ثقافة أجنبية دخيله! بل وحتى أفلام الكرتون مصنوعه لتؤدلج الأطفال بالأفكار التي يُريدها الجنرال!
تذهب للقطب الجنوبي مفتونا بامتداد الأبيض اللانهائي لتجد مستعمرة مليئة بالبطاريق التي تقوم ذكورها بتَخبئة البيض بين أقدامها حتى تفقس ثم تقوم بحماية الفرخ الصغير تحتها لينعم بالدفء وتطعمه من مادّة حليبية من المنقار حتى تأتي الأم التي تذهب في رحلة طويلة في المحيطات لمدّة ستة أشهر بحثا عن الطعام لطفلها ثم تصل لتتبادل الأدوار مع الأب.
ومن ثم تخرج من القطب الجنوبي بعد أن يضربك الصقيع لتذهب بك آلة الزمن للقرن الثاني عشر الميلادي لتغرق في التصوف مع مولانا جلال الدين الرومي، وذات يوم تخرج لتتمشى معه في السوق ومن ثم يتوقف ابن الرومي مستمعا بهدوء لطرق متتابع على صفائح الذهب يغمض عينيه ويزداد الطرق حدّة يندمج مع الإيقاع يفتح ذراعيه ويميل برأسه ليبدأ بالدوران حول نفسه تتسامى روحه ويغرق في العشق الإلهي.
تخرج من آلة الزمن مليئا بالحيوات داخل رأسك.
