إسماعيل محمد التركستاني

يا وزارة الصحة.. هل يعقل ذلك؟

السبت - 26 نوفمبر 2016

Sat - 26 Nov 2016

أكتب هذا المقال وقد تجمعت لدي معلومات (أعدها قيمة) وأحببت أن أضعها على طاولة النقاش سواء كان النقاش مع أعلى القيادات في الصحة والمتمثلة في شخص وزير الصحة، أو مع مستشاريه (لا أدري كم عددهم ومن هم؟).



ومن تلك المعلومات أن مجموعة كبيرة من الذين حصلوا على الشهادات العليا (وذلك خلال عملهم بوزارة الصحة) وفقهم الله إلى الخروج من وزارة الصحة والانتقال بعملهم إلى الجامعات السعودية، فقد مكن الله لهم أن يصلوا إلى مناصب عليا بالجامعات التي يعملون بها؛ مثل وكيل الجامعة أو عميد كلية أو رئيس قسم بالكلية، إلى جانب الفرص التي أتيحت لهم في نشر العديد من الأبحاث العلمية في الدوريات العلمية الدولية، أو الفرص الأخرى مثل العضوية الاستشارية في كثير من اللجان الاستشارية والعلمية في الدوائر الحكومية (الوزارات المختلفة، ومنها وزارة الصحة)، أو الشركات (المحلية والعالمية)، ونيل الفرص التي أتيحت لهم من تلك العضويات؛ مثل السفر لحضور الندوات الخارجية أو الميزات المالية وغيرها الكثير من الميزات الأخرى، إذن يحق لمن استطاع الخروج من وزارة الصحة إلى العمل بالجامعات أن يقول (الحمد لله على هذا الخروج)، وحيث إن بيئة العمل الحالية بوزارة الصحة بهذه الحال، أقولها وأنا متأسف إلى ما آلت إليه الآن! لماذا هذه الحال؟



لنا نقاش هادئ وحول طاولة يجتمع حولها العقلاء والحكماء من القيادات التي نأمل منها أن تنظر إلى كثير من القرارات التي اتخذت بعين العقلانية وتعيد النظر فيها وفي وضع الأسس الصحيحة للوضع الحالي، مثل: إذا كان يحق لمن يحمل شهادة الدبلوم وشهادة البكالوريوس تقييم أصحاب الشهادات العليا، ومن يحمل مسمى وظيفيا (استشاري)، وذلك لأنه يعد رئيسا مباشرا لصاحب المؤهل العالي، وحيث إن الوزارة تدعم القيادات الشابة (حتى وإن كان من حملة الدبلوم أو البكالوريوس)، فهل هذا يعقل؟ أيضا، من الأسس التي تريد الوصول إليها وزارة الصحة دعم الأبحاث العلمية (ومنها سلامة المرضى)، فإذا كان هذا الهدف، فهل توكل تلك الأبحاث العلمية إلى أصحاب الشهادات المذكورة ويكون الاستشاريون (من حملة الشهادات العليا) تحت توجيه وإشراف تلك القيادات الشابة التي تحمل الدبلوم والبكالوريوس، هل هذا يعقل؟ إذا وجدت القيادات الحالية ومستشارون للوزير (وخاصة بالوزارة) أن الوزارة (قد) تكتفي بحملة الدبلوم والبكالوريوس في القيام بعملها الفني والإداري بالمستشفيات والمراكز الصحية، فهل يعقل ذلك؟



باختصار، تلك مقارنة بسيطة بين بيئة العمل (خاصة لحملة الشهادات العليا) في الجامعات السعودية والمنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة! وهي للأسف، مقارنة مؤلمة وذلك للفرق الشاسع بين البيئتين!



كان الهدف في عهد الوزراء السابقين (الأستاذ الدكتور الشبكشي، الدكتور المانع، الدكتور الربيعة) تحويل بيئة العمل بالمنشآت الصحية إلى بيئة إبداعية (creative). ولكننا الآن (نحن أصحاب الشهادات العليا) أصبحنا نبحث عن التقاعد المبكر أو الخروج إلى بيئة نجد فيها الإبداع والفرص الإيجابية، وننجو من ضغوط وتقييم (المعايير المجهولة) التي سوف يطبقها الفريق الذي يسمى بـ (المتسوق السري)!