مانع اليامي

المدير الجديد.. صباح الخير

السبت - 26 نوفمبر 2016

Sat - 26 Nov 2016

“المدير الجديد” من المصطلحات المتحركة في الثقافة المجتمعية، تلحف بالطابع الرسمي العامي، وهو ليس من السخرية الإدارية في شيء، يبقى المهم أن التنبؤات تقول بطول عمر تداوله وقد جثم في الذهنية العامة، وفرض سوء الأحوال الإدارية واقع إذا جاز القول.



عموما تدوير المراكز الوظيفية التنفيذية، أقصد وظائف مديري العموم ومن في حكمهم، في وقتنا الحالي، وقد اتسم بالتطلعات العالية مقابل الفرص المتاحة والتحديات الإدارية والاقتصادية الساخنة، يأتي على ظهر الطموحات الرسمية وأمل تبدل الأحوال في طريق تطوير الأداء وتحقيق الأفضل في الوقت المناسب بأقل تكلفة. أيضا يجوز في رأيي التطرق إلى أن التغييرات الإدارية في أي وزارة أو مصلحة حكومية على الخط الزمني الراهن تعني افتراض تقدير المصلحة العامة والإخلاص لها، وترمي أيضا إلى تحقيق العدالة بين العاملين، علاوة على سد منافذ الارتزاق من مؤخرة الوظيفة العامة.



أحيانا يلجأ صاحب الصلاحية، مثل الوزراء أو من يمثلهم، إلى مبدأ الاستقطاب من بيئة عمل خارجية، وفي هذا ما فيه من الإشارات الدالة بناء على حسن النية على جدارة الشخص المستقطب، وأهمية الموقع الوظيفي الذي فرض فراغه، أو سوء التعامل معه أو العبث فيه، مما أدى إلى عملية الاستقطاب كحل أخير، هكذا يبدو. باختصار الاستقطاب الوظيفي ظاهرة صحية لا شك، ومن المتعارف عليه أنه آخر الحلول لمعالجة تأزم الأمور أو تحول المنشأة إلى مرحلة الآئلة للسقوط. كثير من مجالس إدارات الشركات بمختلف أنواعها تلجأ إلى هذا القاعدة كلما شعرت بالانحراف عن طريق المنافسة والحياة، ومن الإنصاف أنه “ليس كل مدير سابق سيئا”.



الجدير بالقول إن الخوف على المدير الجديد، أي مدير جديد، كل الخوف ليس من التركة المهنية، وليس من ثقل التحديات، فلكل مسألة أدوات ترويض تخصها، وثمة طرق لتجاوز العقبات وأساسها تفعيل دور القدرات، بل إن الخوف الحقيقي من المجتمع ولا “أعمم أبدا”، وهنا أقول بصراحة إن البعض بلغ حد التخصص في الالتفاف على المسؤول التنفيذي فور وصوله، ولربما بحث وتقصى عن صلاته الاجتماعية وعلاقاته، ومن المتوقع مزاجه أيضا قبل مباشرته مهام عمله، ليكون في حكم الجاهز لجره صوبه، وهنا تكمن الخطورة، وفي تداعياتها تضيع الآمال وتتبخر التطلعات وتعيد المشاكل نفسها ويخسر الوطن.



ختاما، المدير “الجديد الذكي” هو من يستدير في وجه أصحاب الدعوات الخاصة بنفس الدرجة التي يستدير بها في وجه العاملين المتملقين، ولا أدل عليهم في البدء من كثرة المميزات التي يتقاضونها، ويلتفت في نفس الوقت للكفاءات المدفونة، ويتذكر دائما الهدف من اختياره لشغل المنصب. مافيا المصالح الخاصة طعنت الوطن في الخاصرة مرات ومرات، وهذا من أشد أنواع الخيانة، كفى، وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]