المعلم بين المهام والإلهام

الخميس - 24 نوفمبر 2016

Thu - 24 Nov 2016

يدرك المنتمون للعملية التعليمية أن التعليم في تعريفه الاصطلاحي قد يطلق على ما نشاهده من عمليات منظمة أو غير منظمة نكتسب من خلالها المعارف والخبرات في مختلف جوانب الحياة.



وفي عصرنا الحاضر وبسبب التنوع الهائل في المعارف والمعلومات التي يتعلمها الإنسان من خلال تجاربه الذاتية، أو من خلال ما يتوارثه من النتائج السابقة لتجارب الآخرين، فإننا نتساءل عن الفارق الذي يجعل المعلم يمتلك هذا المدى من التأثير؟ وما الذي يشترك فيه المتعلمون في بيئة قليلة الإمكانات أو عالية الإمكانات ليجعل منهم مبدعين ومبتكرين ومخترعين؟



«روح التعليم».. تلك الروح التي تمتزج بعمليات التعلم التي يتعرض لها المتعلمون.. إنه حس الإلهام لدى المعلم الذي ينقل من خلاله المتعلم إلى آفاق الثقة العالية بما لديه من قدرات، ويجذر فيه الرغبة الكاملة لتحقيق إنجازات غير مسبوقة..



في إحدى السنوات ومن حسن الحظ أني شاركت في معرض نظمته إدارة التعليم بجدة في عام المعلم، وكان عنوانه (إبداع معلم) ولن أنسى ذلك الصباح الجميل الذي أخذتني فيه خطواتي إلى مدخل المعرض ولفتني تجمهر حول معلم كبير في السن، ولم يكن لدي شك حينها أنه على مشارف سن التقاعد، وكانت بيده مجموعة من الملفات التي يشاركها للحضور تحوي تجاربه وابتكاراته التعليمية وكان يعرضها بحماس واهتمام للمعلمين الزائرين للمعرض.



يجعلنا ذلك نطرح سؤالا آخر وهو كيف استطاع معلم اقترب من إكمال خدمته التعليمية بالاستمرار بحيويته ونشاطه وروح التجديد والابتكار، وتقديم كل خبراته وتجاربه للجيل التالي من المعلمين، والاحتفاظ بهذه الروح العالية والتفاني التربوي.



إنها بلا شك (روح التربية والتعليم).. والشعور اللامتناهي بأن المسؤولية التربوية هي في أساسها مسؤولية وطنية في المقام الأول، وعالمية في المقام الثاني، وهذا ما يجعل المعلم يبذل أقصى جهده لأنه أحد عوامل التغيير الوطني والمؤثرين في تغيير المشهد البشري.



يقول الكاتب الأمريكي ويليام آرثر وارد (المعلم المتواضع يخبرنا، والجيد يشرح لنا، والمتميز يبرهن لنا، أما المعلم العظيم فهو الذي يلهمنا).