عمرو أحمد الحكمي

شيباننا الأفاضل اهجروا وسائل الإعلام!

الخميس - 24 نوفمبر 2016

Thu - 24 Nov 2016

شيباننا الأفاضل اهجروا وسائل الإعلام، وانظروا إلى ما فرطتم به وخلفتموه للمجهول والغريب والشيطان، التفتوا إلى أبنائكم المبدعين، فكل طفل مبدع قطعا دون جدال، ولكننا نقتل الإبداع لديهم بأساليب لا ندركها إلا متأخرين.



لا تنهج نهج أبيك في التربية، أقصد التربية الإبداعية، فلا إبداع في تربية القدماء، هم يريدون استقامة الأبناء والراحة من أذاهم فقط، لا يبنونهم ولا يؤسسونهم على شيء، فترى خير ما في الابن أنه يصلي ويصوم ويؤدي النوافل إن كان من الصالحين، أما عدا ذلك فهو فارغ هش، عرضة لأي تيار يجرفه أو يتبعه بإرادته وأنتم أيها الآباء لا تدرون، منشغلون بأمر الأمة الإسلامية، تتابعون آخر الأخبار، وتنتظرون بفارغ الصبر حل القضايا الشائكة التي لم يعد يعرف مع وسائل الإعلام متى بدأت وكيف بدأت، كأن ترى في الشارع وأنت عائد إلى بيتك مضاربة بين مجموعة كبيرة، فيأخذك الفضول لتعرف مع من الحق، فتتعاطف مع المهزوم وإن كان ظالما، لأنك لا تدري متى وكيف ولماذا بدأت، وأنت نفسك لا تدري لماذا وقفت لتنظر إليها.



وهذا ما يحدث الآن، لعبت بكم وسائل الإعلام وأخذتكم من حدث لحدث، تنسيكم فلسطين ثم العراق ثم أفغانستان، ثم تذكركم بفلسطين وتختفي لتفاجئكم بالحوثي وإيران، ولا فائدة ترجى من مكوثكم أمام الشاشات تشتمون هذا وتلعنون هذا، أليس من الأجدر بكم أن تهتموا بأبنائكم وتكتشفوا مواهبهم، وتستثمروها في بناء جيل يصنع المعجزات، وربما يحرر هذه المقدسات المستباحة بإبداعه الفكري، ليس بالقتل، إنما بطرق غير مباشرة نجدها إن أردنا وبدأنا بأبنائنا، فآباء الغرب والشرق حرصوا على أبنائهم فأبدعوا ونهضوا، ونحن نهمل أبنائنا ونوصي الشيطان أن يربيهم ويهتم برعايتهم، فنراهم ينقلبون علينا، ترى فلانا يقتل والده، والآخر يقتل أمه، ومختلا عقليا يفجر مسجدا، ونحن ما زلنا نتابع نشرات الأخبار ووسائل الإعلام علنا نجد الفرج والخلاص، ولن نجده.



رسالة أخيرة لك أيها الأب الكريم، إن كنت تريد أن يحدث تغير كبير ونقلة نوعية ونصر مبين، فانظر لأبنائك واهتم بهم وايقظ مواهبهم الدفينة، فهم الجيل الذي سينصر الأمة العربية، لا وسائل الإعلام.