عبدالله المزهر

من أجل مروءة غير مخرومة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 24 نوفمبر 2016

Thu - 24 Nov 2016

أحد الأصدقاء يحب أن يستفتيني في كل أمر، فقد يبدأ أسئلته بالحالات الجدلية في كرة القدم، ولا ينتهي إلا بأن يطلب مني رأيا مرجحا ليأخذ به إذا لم يجد لدى أئمة المذاهب الفقهية ما يعجبه.



وأنا ـ كوني سعوديا لا يشك في سعوديته ـ فإني لا أتردد في الفتوى وإجابة كل تساؤلاته، وبالطبع ـ وهذا أمر مهم ـ شتمه في حال لم يقتنع برأيي الفقهي أو رأيي التحكيمي في هدف ملغي لفريقه المفضل.



والحقيقة أن هذا الأمر لا يضايقني ولا أدعي أني لا أستمتع بدور المفتي في كل شيء، ما فهمته وما لم أحط به خبرا، وأجد سعادة في الإجابة ـ بثقة ـ على الأسئلة التي أسمع بها للمرة الأولى، و»لا أعلم» لماذا لا أستطيع قول لا أعلم حين أكون بالفعل لا أعلم ـ أي في كل وقت ـ!



هذا الصديق بدوره يمارس الفتيا على آخرين، ويتجرأ أحيانا ويرفض ويحتج على الفتاوى التي أقدمها له بالمجان!



ولعلها مناسبة أن أخبركم ـ أيها الأفاضل والفاضلات ـ بآخر أمر طلب مني أن أفتيه فيه وقد كان على عجلة من أمره لأنه يريد أن يتخذ قرارا سريعا.



قال لي: هل يجوز أن أفرح بحرائق إسرائيل؟



بالطبع هذا سؤال غبي لعدة أسباب، ليس أقلها أن الفرح ليس أمرا اختياريا، وكذلك الحزن، لكني تجاوزت هذه النقطة لأن لدينا ـ أي معاشر السعوديين ـ مشكلة مع الفرح، ونجد حرجا في التعبير عنه في أحيان كثيرة، حتى في الأشياء التي تخصنا ونحب أن نستفتي شيخا ـ مثلي ـ قبل أن نفرح أو نحزن، أو ندعو لأحد أو ندعو عليه!



وعلى أي حال..



كانت فتواي له أن افرح ولا حرج، فالحديث عن الإنسانية أو الأبرياء حين يتعلق الأمر بإسرائيل سيكون حديثا «سافلا» خارما للمروءة، وألزم ما على الإنسان أن يبقي مروءته بعيدة عن الخرم!



[email protected]