الخصخصة عمار مدمِّر!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الخميس - 24 نوفمبر 2016

Thu - 24 Nov 2016

لتدرك الكارثة التي ستجرها الخصخصة حين تكون مجرد مكافأة للفساد وهواميره؛ قارن بين مستوى منتخبات أفريقيا (الهاوية) في الثمانينات، ومستوياتها (المحترفة) اليوم! هل الجزائر أيام (الأخضر بلُّومي) هي منقيَّة (البعارين) التي ضلت طريقها إلى (أم رقيبة) قبل أيام؟ وبكل بساطة: هل تتوقع أن يلعب (رياض محرز) ـ مثلًا ـ مع المنتخب الوطني كما يستميت مع (ليستر سيتي)؟ تذكر كم يأخذ في ناديه المحترف وليس (المخصخص)، وكم يأخذ مع المنتخب؟ وقبل أن تغمز وطنيته أو إخلاصه: تذكر من سيدفع الملايين لعلاجه وضمان مستقبله؛ إن تعرض للإصابة لا سمح الله؟



وإن كنت تعتقد أن الأفارقة ليسوا قدوة لنا؛ فهل خطر ببالك أن برازيل (سقراط) يمكن أن تخسر يومًا بسباعية ألمانية؟ لم تعقم نساء البرازيل عن أن يلدن (سقاريط) آخرين؛ ولكن الفلوس تغير النفوس بمجرد أن يحصل النجم على عقد احترافي حقيقي في أوروبا، يختلف عن نظام (الخصخصة) في بلاده، أو في بلاد الخليج المدرارة!



وأطزج مثال هو (ملك السنترة) عندهم: (نيمار) الذي يواجه حكمًا بالسجن؛ لاتهامه بالتلاعب في عقده (الاحترافي) في أسبانيا الأوروبية!!



و.. ماذا؟ أمريكا اللاتينية ليست مثلًا يحتذى برضو؟ فما الذي دمَّر الدوري الإيطالي ـ من بين كل الدوريات الأوروبية ـ غير تلاعب النجوم والمدربين ومالكي الأندية بالنتائج؛ لأن الدوري الإيطالي أقرب إلى نظام الخصخصة، ما جعله مرتعًا خصبًا لـ(قمار) الهوامير، كالملياردير (سيلفيو برلسكوني)! بل لقد أتاح لـ(المافيا) أن تغسل أموالها بالماء، والصابون، ودهن العود كمان!



أما حواري (آسيا) فحسبك (اليابان) و(كوريا) بمقارنة وامضة حامضة بين مستوى منتخبيهما (2002)؛ حين استضافتا كأس العالم، وبين (استهبالهما) الطاااازة مع بقية الحواري!! والفرق: أن معظم نجومهما اليوم محترفون في أوروبا؛ بينما ما تزال الأندية الكورية واليابانية (منفضة سجائر) في شركات عملاقة!!



وما الذي زلزل دولة (الفيفا) التي كانت تحكم العالم؛ غير نظام الشركات (الخصخصة)؟ ومن الذي كشف صفقات الفساد التي ما زالت تتوالى؟ إنه الإعلام البريطاني المحترف ـ قبل القوانين الأمريكية الدبُّوسية ـ وهو الذي فضح مدرب منتخب إنجلترا (هدجسون)؛ لتورطه في حركات بهلوانية للتلاعب على نظام الاحتراف الإنجليزي العريق!!



لقد تأخرنا كثيرًا، ولكن التاريخ يعرض أمامنا اليوم كل التجارب، ويتيح لنا الاختيار الأمثل لمستقبل أجيال (2030) وما بعدها!!



[email protected]