إنها تنقضي

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

عليك أن تتألم على تلك الأنفس البشرية التي تعيش الحياة وتغادرها دون أن تتعرف على حقيقة الخالق وحقيقة الوجود، كنا نمتلك القوة اللازمة لتبليغ رسالة الخالق، ولكننا قصرنا.. وها نحن نوشك أن نبدأ كفاحا من أجل البقاء.

كل ما أخشاه أننا لم نحافظ على نعم الله علينا، وها هي تستعد للرحيل إلى قوم آخرين، سيكون من المحزن أن نشهد زوال هذه النعم بعد أن تذوقنا حلاوتها لعقود، فهل سترحل فعلا؟ أم لم يحن الوقت بعد.

لا يستمر الربيع أبدا.. وعلى المرء أن يستعد للهيب الصيف وزمهرير الشتاء، وتلك الأيام نداولها بين الناس، لن يبقى شيء كما هو مطلقا في هذه الحياة، وستحكم سنن الله في عباده بما شاء سبحانه، وليس عليك أن تتكهن عندما يخالف العباد خالقهم، فإن العقوبة لا محالة ستأتي على البر والفاجر أجمعين، ليس هذا سرا ولكنه وعد حق لن يتخلف عندما تتحقق أسبابه.

الفرحون بالحياة الدنيا لا يدركون حقيقتها، فهم في غفلة ساهون، إننا نخدع ببساطة بفتنها التي لا تنقضي، وتتوق أنفسنا لعاجل النعيم، إنه شأن بشري وسمة أصيلة وخصلة ظاهرة، ولكن المؤمن وحده من يمتلك البصرة الكافية للنظر إلى ما وراء الدنيا بجلاء وحضور قلب.

يفني أهل الدنيا حياتهم في لهو ولعب وتفاخر بالأنساب والأولاد والأموال والألقاب والمناصب والتنازع على الثروات، في الوقت الذي توشك فيه نعماؤهم على الزوال بالشواهد والآيات البينات، ولكن ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.

علينا أن تستيقظ.. وأن ننقذ أنفسنا ومن تيسرت لنا دعوته من ضلال العالمين، فنحن حملة رسالة التوحيد برحمة ورغبة صادقة للعالمين، بغية إصلاح وإعمار وبناء للدنيا والآخرة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.