عبدالله المزهر

ميصحش كده أيها الناس!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

في الحقيقة أيها الناس إنني مؤمن بأن مالك بن فهم الدوسي هو الذي لم يحسن التدبير ولم تكن له نظرة ثاقبة في من يعلمهم الرماية ونظم القوافي.



ومالك هذا هو صاحب القصيدة التي من أبياتها البيتان الشهيران:



أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني



وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني



على الأرجح أنه لم يحسن اختيار من يعلمه، ولذلك كانت النتائج غير ما كان يتمناه ويهدف إليه من مساعدة وتعليم الآخرين، وهذه مشكلة يبدو أنها ما زالت تتكرر منذ أيام مالك الدوسي وستبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها.



حين تثق في النذل فإن هذه مشكلتك وحدك وليست مشكلته. وإن كنت تتوقع قبل أن تعلمه وتحمله وتضع قدميه على الطريق أنه سيحذرك من نفسه ويخبرك أنه «سيبيعك» عند أول موقف تحتاجه فيه، فإنك يجب أن تلوم نفسك ولا تلومه.



أو في أضعف الإيمان أن تسكت وتتعلم أن تتأنى في اختيار من تمنحهم ثقتك. والتأني يتيح لك فرصة لتنظر إلى الأمور من زاوية تساعدك على اتخاذ القرار الصائب أو الأكثر صوابا، فالذي يخون مرة لديه استعداد أكثر من غيره لتكرار الأمر، ومن يكرهه أهله لن يحبه الجيران، والذي تشتريه بالمال يستطيع أن يشتريه من يدفع أكثر منك. وهذه إشارات يؤدي إغفالها إلى نتائج كارثية حين يتعلق الأمر بالثقة.



وعلى أي حال..



يقول مالك في ذات القصيدة:



فلا ظفرت يداه حين يرمي وشلت منه حاملة البنان

لكن هذه الشتيمة المتأخرة لم يكن لها أثر رجعي في تعديل مسار الأحداث، وكانت الخيانة هي محصلة القصة النهائية.



وهذه ليست المشكلة، لكن المعضلة أن هذه القصة التي يعرفها الجميع لم تكن عبرة لمن أتى بعد مالك من أشخاص ودول ومؤسسات ما زالت تمنح ثقتها وأموالها لمن يبيعون أنفسهم قبل أن يبيعوا من منحهم الثقة.



[email protected]