وأخيرًا جَحْفَلْنا الخصخصة!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

من يظن أن الخصخصة ستحقق الاحتراف العالمي؛ بمعنى أن الهلال سيكون (ريال مدريد)، والآه..لي (أجاكس أمستردام)، فلا بد أن يسأل ويتساءل وينسئل: لماذا تأخرنا كل هذه السنين عن تطبيقه وهو موجود قبل أن نعرف بالضبط: هل تؤكل كرة القدم قبل (السليق) أم بعده؟ أم أن المجتمع لم يكن جاهزًا لهذه الخطوة الحضارية (البديهية)؛ كالتلفزيون، وتعليم المرأة، والمسرح، والسينما، وقيادة المرأة للسيارة، وعمل المرأة... إلى أخِّخخه؟



لقد تركنا القرار بيد مجتمع، يثبت التاريخ أنه لا يمكن أن يتفق على شيء مهما كان ضروريًا! ولكنه يحترم حكومته الرشيدة، ويذعن لما تقرره بلا جدال؛ وقصة الوفد الذي جاء محتجًا على قرار (الفيصل) فتح مدرستين للبنات؛ ثم جاء مطالبًا بالمزيد من المدارس مع نهاية العام، خير دليل على مزاجية الجماهير السعودية! وبينما أسس التلفزيون رسميًا، ما زال المسرح كائنًا بدون هوية، يبحث عن جهة رسمية تعترف بأنه ابن شرعي لها!!



وهو مجتمع لا يشعر بتناقضاتنا الفادحة؛ حيث أنشأت الحكومة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب)، وظلت تدعم كرة القدم؛ وهناك من يفتي بتحريمها، وهناك من يرفضها وينظر لهؤلاء اللاهثين خلف (اللَّسْتِكِ) المنفوخ على أنهم (دشير)!!



ولتنشيط ذاكرتنا المزهمرة خِلقة؛ فهي ليست المرارة الأولى التي نفكر فيها بالخصخصة؛ فقد أنشأ ناديا (الاتحاد) و(الهلال) منتصف الثمانينات الميلادية شركتين غذائيتين مساهمتين، لم تصمد أقواهما عامين! كما فتحت أندية أخرى، أشهرها (النصر) صالاتها، وملاعبها، ومسابحها، للجماهير مقابل شراء بطاقات عضوية (ماسية، وذهبية، وفضية)!



فلماذا فشلت الشركتان؟ ولماذا وئدت فكرة بطاقات العضوية في مهدها؟ وكيف سكتت الرئاسة منذ ذلك الحين، إلى أن أصبحت الأندية ترزح تحت ديون غامضة، تقدر بمئات الملايين؟



ولكننا يجب أن نتشبث بالتفاؤل؛ انطلاقًا من أن قرار مجلس الوزراء الموقر تضمن قيام (هيئة الرياضة) بوضع الضوابط والشروط اللازمة لممارسة شركات الأندية نشاطاتها، ثم رفعها لمجلس الوزراء، وهي الضوابط والشروط التي لا بد أن تراعي المصلحة العامة بكل صرامة؛ بحيث لا تكون الخصخصة مكافأة لهوامير الفساد الإداري، الذين أفسدوا علينا متعة الرياضة أيام الهواة، وألغوا كثيرًا من الألعاب، وهبطوا بمستوى كرة القدم؛ حتى صرنا مجرد (زقاق) في حارة آسيا!



وبحيث لا نفاجأ بشركات وهمية تعلن إفلاسها، وتورط الحكومة في ديون جديدة، و... (ياليتنا من حجنا سالمينا)!!



[email protected]