هيئة الاتصالات.. سلام عليكم!

الثلاثاء - 22 نوفمبر 2016

Tue - 22 Nov 2016

أعلم أنك لا تردين على شيء حتى لو كان رده واجبا، أعلم أنك لا ترغبين بأن تدخلي في جدال أو نقاش أو أي شيء، أعلم أن من أخرج مثل «السكوت من ذهب» كان أبا روحيا لك يا سعادة هيئة الاتصالات، نعم السكوت جمع الذهب في جيوب البعض - واللهم لا حسد - وذات السكوت أخذ من أموال الناس ووعدهم بأن يخدمهم ثم لم يفعل ما طُلب منه - واللهم لا حسد - ولم يقبل اعتراض أحد، فلا قوي ولا أمين هو خير من استأجرتم.



نشرتم في بيان صحفي بتاريخ 1437/12/26 حديثا منه أنه من حق أبنائكم الثلاثة أن يفعلوا في الانترنت ما يحلو لهم، ثم بررتم هذا لأن معدل الانترنت تجاوز الحد العالمي، «يعني ما سبقنا أحد بهذا الاستهلاك للبيانات»، بمعنى آخر لو كانت هناك دولة تستهلك أكثر منا «ما في مشكل»، «بس نصير الأول» هذا خطأ، مع أن الدراسة الأمريكية لم تجعلنا من العشرة الأوائل أما موقع Wikipedia فقد رمانا إلى المركز 34 ومن ناحية عربية فنحن نقع بعد ستة سبقونا، أتدري.. دعونا من هذا لنكمل بيانكم قلتم - أقصد كتبتم - «فأنتم لا تتكلمون»، إن هذا الأمر يؤثر على الجودة المطلوبة مما يؤثر على جميع العملاء، أي إن الحل بدل أن تقرروا أن تخفض الشركات أرباحها مقابل أن تدفع ما يقوي أبراجها ويطور نظامها مما يخدم المواطن، كان الحل أن يبقى المواطن كما هو وتربح الشركات كما هي بدون أي تطور، لا لشيء إلا لأن المواطن هو الحلقة الأضعف.



فابنكم البكر لا يريد إلا أن يأكل حتى لو عصرنا، ونحن في الآخر كائنات بشرية قابلة للعصر، ثم وفي آخر البيان قلتم إن هذا الأمر مقتصر على الشرائح مسبقة الدفع، وأن أصحاب المفوتر لن يذوقوا من بأسكم شيئا، الله أكبر! لو حولنا كلنا إلى شرائح بفواتير لن نؤثر على الجودة ولن يتوقف الانترنت عنا، هيا بنا لفروعهم نربط أعناقنا بأيديهم حتى يرضوا عنا «فمسألة يمكن تدفع الشهر الجاي ويمكن لا!» لا تسرهم ولا تشبعهم، وأنت بهذا تسيء لهم ولنفسك ووطنك يا مواطن يا فقير.



سحقا لكل شيء، سحقا للصمت، سحقا للجشع، ثم تعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار.



في العالم كله لم أسمع عن جشع يضاهي جشع الشركات الثلاث التي لدينا، في أمريكا خاضت شركة أبل حربا ضروسا مع «الجلبريك» حتى فاز الثاني بمقولة جهازي أفعل به ما أريد، ونحن نئن ونشتكي ونصرخ ونردد برامج المكالمات لم قفلت؟ فيكون الجواب «من ذهب» لا رد ولا حسيب ولا رقيب، ومن تطبيق لآخر «المهم ما تكلم أحد إلا وتدفع»، أتدرون كم برنامجا لتجاوز البروكسي متواجدا على الانترنت، نعم هي كثيرة وقد علمت أنها كثيرة لأني أبحث عن شيء يوقفكم، وقد كنت أظن أني لوحدي حتى وجدت الجميع كذلك، أنتم أطلقتم حملة انترنت آمن للأطفال قبل أيام، هو ذات الانترنت الذي أصبحوا يعرفون طريقة تجاوز سيرفراتكم، لأن الأمر انتشر بسبب تحديكم «أنتم» للناس، حتى أصبحت تلك التطبيقات بيد الكبير والصغير والعاقل والسفيه، وبسبب أن يتصل على أمه بدون مقابل دخل إلى مواقع وأمور أخرى، باختصار حاولتم إطعام أبنائكم الثلاثة فأفسدتم جيلا بأكمله!

وكأن هناك موظفين عملهم في الدنيا «قفل ذا»، و»امنع ذا» يريدوننا أن نتراسل بالحمام الزاجل، وقد يمنعونه أو يقتلونه، فهو «يا حرام» يقطع أرزاق الشركات، تلك الشركات التي تقدم اللاشيء على أنه شيء، خذ كمثال سرعة عشرين جيجا تعني اثنين جيجا، سرعة مئتي جيجا تعني عشرين جيجا، وهكذا يزيدون الصفر للفواتير وللإعلانات حتى يظهروا بمظهر القوي وهو «نافخ نفسه صوفا».



أتدري.. دعك من هذا كله، طريق مكة المدينة، درب يسلكه في الحج فقط أكثر من ثلاثة ملايين «بني آدم»، طوال ذلك الطريق لم تتكرم شركة واحدة أن تغطيه بخدمة 3G على الأقل، طوال الطريق إما أن تبحث عن أقمار اصطناعية أو تتصل على أحدهم فيقطع الاتصال بعد أن سمعت وسمع كلمة «سامعني» طوال المحادثة، ثم يخصم من رصيدك «كذا عبط» ناهيك عن طريق الرياض الدمام، وبعض الطرق المهمة الأخرى، وبعض الطرق التي الله أعلم بحالها.



لا أدري لم أكتب ولا أدري لمن أشتكي ولا أدري ما أفعل، فأنتم والله أقوى منا! وقد تملكتم أمورنا ثم لم تراعوا فينا إلا ولا ذمة، شكونا وطال الحديث حتى استمر شهرين ونحن نتوعد بأننا راح_نفلسكم، ونحن نعلم كما تعلمون أننا لن نجد غيركم ليفزع معنا، فليس لنا فيكم قوة ولا نأوي إلى ركن شديد، لكن لعل يوما ما سيأتي فيه من يحدثنا أو يشعر بنا ويخدمنا كما يخدم أبناءه، أو «يطفي الهيئة ويشغلها».. فيكون حلا لتعمل جيدا. وحسبنا الله ونعم الوكيل.