عبدالله المزهر

خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل قرد!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 22 نوفمبر 2016

Tue - 22 Nov 2016

.. ثم أصبح القتل لا يحتاج سببا وهي مرحلة من الاقتتال ليتها بقيت، حيث أتى على العرب زمان أصبح يتمنى فيه الكائن العربي أن يُقتل دون سبب على أن يقتل لسبب تافه.

في ليبيا وقعت مجزرة بين قبيلتين استخدم فيها ما قتل وأصاب من أنواع من الأسلحة التي أصبحت متوفرة في بلاد العرب أكثر من الغذاء والدواء والماء.



وكان سبب المعركة التي وقعت بين القبيلتين هو أن قردا من قبيلة ضايق امرأة من القبيلة الأخرى، وهذا كان سببا كافيا ووجيها لاندلاع اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة وما بينهما، وكما هو معلوم فإنه لا يسلم الشرف الرفيع من القرود حتى يراق على جوانبه الدم وتصم أذنيه مدافع الهاون.



والحقيقة أن حال الإنسان العربي وتردي أحواله وتفكيره وسوء حياته لم تعد أمورا تستحق الشفقة، الذي يستحق الشفقة حقا هو من سيكتب تاريخ هذا الجزء من العالم. وكذلك أجيال ستأتي وتعرف أن أجدادها تقاتلوا من أجل تصرف قرد لم يقدر حساسية الأمور بين العرب الأكارم الذين ربما تعاملوا مع الأمر على أساس أن القرد هو جد البشر الأول وأخذوا تصرفه على محمل الجد.



والغريب أن الأخبار التي تحدثت عن هذه المعركة لم تخبرنا بمصير القرد مع أنه الشخصية المحورية في الخبر، وهل كان هو المخلوق الوحيد الذي تصرف بعقل وحكمة في هذه الحادثة ونأى بنفسه عن تفكير بني البشر فكان من الناجين من هذه المجزرة البشرية.



وعلى أي حال..



عندما وصلت آخر المقال تذكرت أن الأمر ليس سيئا كما صورته في أول المقال، فالعرب تقتل بعضها بعضا بسبب الحيوانات وبهائم الأنعام منذ البسوس وداحس والغبراء، وحيوان إضافي يتسبب في قتل الناس لن يضر كثيرا ولن يكون سببا في تشويه تاريخ العرب، سواء كان هذا الحيوان هو القرد في ليبيا أم الأسد في سوريا، أم غيرهما من الحيوانات الأليفة التي تعرفون!



[email protected]