آلاء لبني

القطاع الصحي والشفافية!

الاحد - 20 نوفمبر 2016

Sun - 20 Nov 2016

إلى متى هذا الإهمال والفساد بالقطاع الصحي، فثقة المجتمع بالصحة وجودتها تحتاج للتعزيز، لا تغرك العمليات النادرة التي تقام هنا وهناك، وخدمات طبية مميزة لمستشفى خاص فارهة تقدم خدمة بأسعار فنادق خمسة نجوم، أو ما يترامى على المسامع من مستوى طبي عال للأطباء السعوديين، ولا حتى وزير صحة يتكلم عن حلم صحي، أو مشهور يخبرك عن مدى التقدم الصحي لمرافق الصحة في الحج.



ببساطة لكل من تعجبه العبارات الرنانة والكلمات المنمقة لا يحكم على القطاع الصحي غير المرضى، ومن لا يمتلك (حرف الواو) أو من لا يمتلك رصيدا في حسابه يؤهله لاختيار إطلالة الغرفة في المستشفى، فسيضطر رغما عنه أن ينتظر بالطوارئ سريرا ولو امتد الأمر لساعات بل وأيام، أو يسافر من محافظة لأخرى ليجد مختصا في مرضه، أو من يرزق طفلا من ذوى الاحتياجات الخاصة سواء الجسدية أو حتى العقلية فسيعاني الأمرين في أروقة المستشفيات ولن يجد حتى من يفسح له بالدخول مبكرا للطبيب بدلا من انتظار الدور لساعات.



تعدد الوزراء ولم يتغير الحال، وكما وصف القصيبي رحمة الله عليه وزارة الصحة (بمقبرة الوزراء)، ولأن أهل القبور لا نفع منهم، أرجو إحياء هذه الوزارة حياة النزاهة بضخ الدماء الجديدة النشطة، وليس أهل الخمول والإهمال، وقطع أيادي الفساد بالمحاسبة والعقوبة الرادعة وليس بالإعفاء.



حلت الرؤية ولم يحل التغيير، من الأهداف الاستراتيجية لوزارة الصحة إصلاح حوكمة النظام الصحي لتعزيز المساءلة في قضايا الجودة وسلامة المرضى، والارتقاء بمستوى الأداء والإنتاجية، وتحقيق أعلى مستويات الشفافية.



أي شفافية والوزارة صامتة ولم تحل الإهمال المتكرر في جازان، وتكشف عن النتائج الحقيقية للتحقيقات، حريق هنا وإهمال هناك، ليس سرا أن هناك مناطق تعاني بشكل أكبر من مناطق أخرى، وليس غائبا عن الذاكرة الدم الملوث بالإيدز وقضية رهام وسجل المنجزات المخيف لمستشفيات جازان والحرائق المتكررة (العام، الصامطة، العارضة)، لطفك يا رب بمرضى جازان.



لا أحد يرغب أن تتحول منطقة جازان منطقة تدريب لدفاع المدني لإخماد الحرائق الفعلية!



أين تقييم وتحليل إدارة المخاطر، أين عمل إدارة الأمن والسلامة؟ هناك عجز عن متابعة إدارة أنظمة الأمن والسلامة والصحة المهنية في المستشفيات، يا ترى ما دور المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية وفعاليته؟



لماذا لا تشكل لجنة فعلية وليست ورقية مكونة من عدد من القطاعات ذات الصلة، تنفض الأكاذيب والمجاملات وتفصح عن الوقائع وتضع خطة إصلاح وتحسين.



يا وزارة الصحة الشفافية لا تقتصر على إغلاق مستشفى في الباحة!



ألا يكفي أن جازان من أكثر المناطق كثافة سكانية في المملكة، ومع ذلك هناك قلة في عدد المستشفيات حوالي 20 مستشفى 95% قطاع حكومي و5% قطاع خاص.



أرجو ألا يتحفنا الشورى والصحف وبعض الاقتصاديين المشهورين وبعض مخططي جمع المال بأن الحل في الخصخصة.



الخصخصة يجب ألا تكون مهربا من عبء هذا القطاع والقصور فيه، فليس من المعقول من قصر في الأداء ينجح في متابعة ومراقبة قطاع الخصخصة المبتدئ، علما أن القطاع الحكومي يتحمل العمليات الصعبة والأكثر تكلفة، في حين يندر هذا في القطاع الخاص فهو أقل قوة مالية.



لا نقارن النظام الصحي السعودي بالنظام الكندي الذي يتحمل التمويل الحكومي بشكل كامل، والخصخصة ليست العصا السحرية للقطاع الصحي، يجب أن تكون الخصخصة قائمة على الشراكة مع الوزارة في الاستثمار في توفير شبكة مستشفيات ومراكز رعاية صحية أولية، شراكة، أما أن يترك للمستثمر الخاص فقط فسترتفع التكلفة الإنشائية والتشغيلية، وبذات الوقت سترتفع قيمة الخدمات الصحية، وذلك أمر طبيعي فهو لن يفتح مركزا أو مستشفى خيريا.



إصلاح القطاع الصحي يبدأ من الهرم، ويتدرج لأقل خدمة، ويزدهر حين يقيد بالنظام الدقيق والمحاسبة الفاعلة.