من قال إن المبادئ لا تتجزأ؟
الأحد - 20 نوفمبر 2016
Sun - 20 Nov 2016
أهدى بطل ملاكمة فلبيني يدعى Manny Pacquiao فقراء منطقته 1000 منزل وطلب منهم أن يشكروا الله.
وفي استطلاع نشره حساب أخبار 24 في تويتر قبل أيام قليلة تبين أن 80% من السعوديين سعداء. وأكثر أمانيهم هي الأمن والمال والسفر. طيب، والسكن؟ أليس ضمن أمانيكم؟ لماذا تجعلوننا نهاجم وزارة الإسكان وننتقدها إذا لم يكن السكن ضمن أمانيكم؟!
لدينا أبطال في كثير من الرياضات، قد لا نحتاج إذن وزارة لتوفر للمواطن سكنا معقولا. أليست فكرة جيدة؟
علينا أن نفكر - كما يفكر الوزير - في كم بطلا نحتاج إذا كان كل بطل سيوزع 1000 منزل، وكم هم الذين يحتاجون إلى منزل و»تنحل المشكلة»، ونوفر المليارات للوزارة، أم إن الوزارة قد وفرت منذ وقت وأراحت و«ارتاحت»؟
أليست الوزارة مثل كثير منا؟ نعد ونعاهد ونمني الأنفس ونبذل بعض الجهد في البدايات، ونكثف الدعايات لما نقول، ثم نحصل على شيء مما نريد، فنبدأ بالتراجع وتفتر همتنا
وتتلاشى الوعود والعهود الواحد تلو الآخر، ولا نلقي بالا لكل ذلك؟ المهم ما حصلنا عليه أو حتى ما لم نحصل عليه.
ألا يحق لأنفسنا علينا أن نتوقف قليلا لنفكر فيما نفعله إن كان حقا أم لا؟ الحياة تنتهي في لحظة، لا أنت ولا أنا ولا أكبر مسؤول يعرف متى وكيف وأين، متى سنفكر إذن فيما نفعله بأنفسنا وبغيرنا؟
سئمنا الحديث عن المبادئ التي لا تتجزأ، وكل ما نراه حولنا هو تجزئة للمبادئ وللمشاعر وللحقوق وحتى للوطنية. نرى الشخص مثقفا وله فكره الذي لا يستهان به، ونرى نفس الشخص يزايد على مبادئه، ينظر إلى مصلحته ويتبعها وإن كان في ذلك إهدار لإنسانيته أو إنسانية غيره. ولن نتحدث عن السياسيين فلا يوجد لديهم مبدأ إلا وهو قابل للتجزئة، ولهم في ذلك العذر بالطبع، وإلا فكيف يستمرون في كل هذا الجنون الذي يقيم العالم ولا يقعده؟!
ليس ما أقوله عابرا أو سهلا، كل ما نواجهه في حياتنا من إحباط أو ظلم على أية مستويات أو بيروقراطية أو ضغوط هي توابع لتجزئة المبادئ.
ونجد أن المشكلة الآن وفي هذا العصر الذي نحياه ليست في نظر هؤلاء المجزئين فيما يفعلون، وإنما المشكلة فيك أنت وأنا ومن شابهنا ممن لا يجيد «اللعب بالبيضة والحجر» ولا «الفهلوة» واقتناص الفرص، ولا الاستعداد للتنازل عن مبدأ سليم قويم. إذا كنت ممن لا يجيد كل ذلك، فستخسر وستشعر أنك من عالم غير هذا العالم، وربما لن تستطيع الاستمرار لأنك «عينة» نادرة شبه منقرضة.
لماذا نفعل ذلك وديننا أكمل الأديان وأكثرها حفظا من التحريف؟ علينا أن نفكر أيضا كوزارة للتعليم بعد أن توقفت التربية واستمر التعليم، كيف يمكن أن نعلم أن المبدأ لا يجب أن يتجزأ.
[email protected]
وفي استطلاع نشره حساب أخبار 24 في تويتر قبل أيام قليلة تبين أن 80% من السعوديين سعداء. وأكثر أمانيهم هي الأمن والمال والسفر. طيب، والسكن؟ أليس ضمن أمانيكم؟ لماذا تجعلوننا نهاجم وزارة الإسكان وننتقدها إذا لم يكن السكن ضمن أمانيكم؟!
لدينا أبطال في كثير من الرياضات، قد لا نحتاج إذن وزارة لتوفر للمواطن سكنا معقولا. أليست فكرة جيدة؟
علينا أن نفكر - كما يفكر الوزير - في كم بطلا نحتاج إذا كان كل بطل سيوزع 1000 منزل، وكم هم الذين يحتاجون إلى منزل و»تنحل المشكلة»، ونوفر المليارات للوزارة، أم إن الوزارة قد وفرت منذ وقت وأراحت و«ارتاحت»؟
أليست الوزارة مثل كثير منا؟ نعد ونعاهد ونمني الأنفس ونبذل بعض الجهد في البدايات، ونكثف الدعايات لما نقول، ثم نحصل على شيء مما نريد، فنبدأ بالتراجع وتفتر همتنا
وتتلاشى الوعود والعهود الواحد تلو الآخر، ولا نلقي بالا لكل ذلك؟ المهم ما حصلنا عليه أو حتى ما لم نحصل عليه.
ألا يحق لأنفسنا علينا أن نتوقف قليلا لنفكر فيما نفعله إن كان حقا أم لا؟ الحياة تنتهي في لحظة، لا أنت ولا أنا ولا أكبر مسؤول يعرف متى وكيف وأين، متى سنفكر إذن فيما نفعله بأنفسنا وبغيرنا؟
سئمنا الحديث عن المبادئ التي لا تتجزأ، وكل ما نراه حولنا هو تجزئة للمبادئ وللمشاعر وللحقوق وحتى للوطنية. نرى الشخص مثقفا وله فكره الذي لا يستهان به، ونرى نفس الشخص يزايد على مبادئه، ينظر إلى مصلحته ويتبعها وإن كان في ذلك إهدار لإنسانيته أو إنسانية غيره. ولن نتحدث عن السياسيين فلا يوجد لديهم مبدأ إلا وهو قابل للتجزئة، ولهم في ذلك العذر بالطبع، وإلا فكيف يستمرون في كل هذا الجنون الذي يقيم العالم ولا يقعده؟!
ليس ما أقوله عابرا أو سهلا، كل ما نواجهه في حياتنا من إحباط أو ظلم على أية مستويات أو بيروقراطية أو ضغوط هي توابع لتجزئة المبادئ.
ونجد أن المشكلة الآن وفي هذا العصر الذي نحياه ليست في نظر هؤلاء المجزئين فيما يفعلون، وإنما المشكلة فيك أنت وأنا ومن شابهنا ممن لا يجيد «اللعب بالبيضة والحجر» ولا «الفهلوة» واقتناص الفرص، ولا الاستعداد للتنازل عن مبدأ سليم قويم. إذا كنت ممن لا يجيد كل ذلك، فستخسر وستشعر أنك من عالم غير هذا العالم، وربما لن تستطيع الاستمرار لأنك «عينة» نادرة شبه منقرضة.
لماذا نفعل ذلك وديننا أكمل الأديان وأكثرها حفظا من التحريف؟ علينا أن نفكر أيضا كوزارة للتعليم بعد أن توقفت التربية واستمر التعليم، كيف يمكن أن نعلم أن المبدأ لا يجب أن يتجزأ.
[email protected]