الحمادي: هذه قصة اللاتينية التي لفتها فن القط الجنوبي
السبت - 19 نوفمبر 2016
Sat - 19 Nov 2016
خلال لحظات عابرة أو مطالعات لحظية يمكن الوقوف على مشتركات في التراث الإنساني والحضاري وعلى قواسم يمكنها أن تربط بين ثقافتين تبعدان عن بعضهما جغرافيا، ولكنهما تقتربان فنيا وبصريا بشكل واضح.
هذا ما حدث مع الفنانة دينا الحمادي، المتخصصة في مجال فن القط الجنوبي، ليجعلها تزداد حرصا على ترسيخ مشروعها (خضراء ملونة) كجزء أساسي في مسيرتها الفنية.
1 الانطلاق إلى الفن التشكيلي من التراث، ألا تعتقدين أن هذا سيحصرك في نمط واحد؟
لا أعتقد ذلك، حتى لو فرضنا أن مسيرتي الفنية ستكون مرتبطة بالهوية الجنوبية الغربية بشكل تام سواء ذلك من خلال فن القط أو جوانب تراثية أخرى أجد نفسي أفكر بفكرة جديدة ومشروع آخر امتدادا لما بدأت به، لنطرح خضراء ملونة وفن القط كمثال، المشروع في بدايته الأولى في أواخر عام 2013 كان فقط عبارة عن 19 لوحة من الباستيل لبورتريهات نسائية، ومع مرور الوقت وتخرجي من قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود وجدت نفسي أرسم تصاميم جديدة أخذت خضراء ملونة إلى بعد آخر و إلى نسخة أفضل من التي سبقتها.
2 ما هي الميزة المرتبطة باللون الأخضر بحيث يمثل عنوانا لهذا الفن؟
اللون الأخضر سواء في الثقافة الإسلامية أو العربية أو حتى الثقافات الأخرى هو لون يرمز إلى الأمل، ومجتمعات قرى جنوب غرب المملكة هي في الغالب مجتمعات زراعية وبطبيعة الحال الخضرة ترمز إلى الخيرات التي سيحصدونها في مواسم الحصاد، كذالك (خضراء) هو اسم كانت الأسر الجنوبية تسمي بناتها به، وهو موجود حتى في نطاق عائلتي.
عند النظر إلى فن القط وطريقة بنائه فهو غالبا تبدأ به الفنانة بدهن القاعدة باللون الأخضر، سواء بالألوان الحديثة أو عصارة البرسيم ثم تبني أعلاها طبقات من الأشكال الهندسية والألوان المتنوعة فكان الاسم خضراء ملونة.
3 هل ترين في المخزون التراثي المحلي جوانب فنية وجمالية لم تكتشف بعد؟
الجوانب الفنية والجمالية التي اكتشفها شخصيا خلال تأملي للتراث تختلف عن تلك الجوانب التي يراها التشكيلي الآخر، ليس هنالك نهاية لاكتشاف جانب جديد في التراث وإعادة تعريفه بطرق مختلفة متجددة، سواء كان ذلك من خلال الفن التشكيلي، أو الصور أو صناعة الأفلام، الموسيقى...،
أعتقد أن تجربتي مع خضراء ملونة وفن القط تثبت ذلك، حيث إنها في نمو وتجدد مستمر. في جانب آخر قد تكون هنالك شواهد تاريخية وتراثية لم تكتشف بعد، ولسنا حتى هذه اللحظة على وعي بها، فأنا لا أستطيع الحكم على ذلك الجانب تماما.
4 ما الذي يميز فن القط الجنوبي في نظرك، وما الذي يقترب منه أو يشبهه عالميا؟
القصص التي من وراء هذا الفن، وارتباطه بجوانب الحياة الاجتماعية الأخرى داخل قرى الجنوب، من زراعة، أزياء، عمارة، رقصات شعبية. كذلك كونه فنا نسائيا بحتا لا يمارس إلا من قبل النساء حتى قبل دخول الألوان الصناعية كانت النساء يسعين لاستخراج الألوان من المصادر الطبيعية، بل كن عرضة للخطر والموت حتى يتمكن من استخراج الألوان والوصول إلى غاية الجمال في تزيين بيوتهن، هذا الفن ليس فقط أشكالا هندسية مختلفة وألوانا براقة، إنما هو توثيق وانعكاس لقوة المرأة الجنوبية ومكانتها في القرية.
هذا الفن يشبه فنون قبائل الازتك السحيقة في المكسيك، أتذكر أن هنالك فتاة أمريكية لاتينية للأسف لا يحضرني اسمها، كانت تتابعني على حسابي الشخصي في الانستقرام ولفت نظرها فن القط، وهي أول من لفت نظري إلى الشبه بينهم بل هي أول من عرفني على فن الازتك، وإن كنت مقصرة في الاطلاع عليه.
5 تتعاملين مع فن متوارث له خصوصيته البصرية واللونية..هل فكرت في إضافة شيء ما على هذا الإرث؟
لا أسعى أن أضيف شيئا إليه، بل لا أستطيع أن أجرؤ أن أفكر بإضافة شيء لهذا الفن، هو بطبيعة الحال فن تراثي كلاسيكي له رائداته، و يجب أن يبقى كذلك من دون أي إضافات، هذا لو أردنا التعريف به وبتاريخه وأصوله.
خضراء ملونة هو مشروع شخصي مستلهم من هذا الفن، بحيث أعيد تعريفه ضمن نطاق تجربتي الشخصية معه، وتلاعبي بعناصر هذا الفن، وإعادة تركيبها حسب تفاعلي مع هذه العناصر، ولأن هذا الفن لم يلق بقعة الضوء التي يستحقها رغم مجهودات الباحثين كالأستاذ علي مغاوي، والأستاذ أحمد نيازي والأستاذة هيفاء الحبابي وجدت نفسي قبل أن أعرف بخضراء ملونة وجب علي أن أتكلم عن هذا الفن ولو بشكل مختصر.
6 ما هو هدف دينا في المرحلة المقبلة، وما أبرز التحديات التي يفترض أن يتغلب عليها هذا الهدف؟
أهدف إلى العمل على استمرارية خضراء ملونة واستمرار نموها، ووجودها في مختلف المدن المحلية والعالمية.
كوني لا أزال مغمورة، هذا يشكل تحديا كبيرا لإثبات وجودي على الساحة التشكيلية المحلية والعالمية، وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين.
هذا ما حدث مع الفنانة دينا الحمادي، المتخصصة في مجال فن القط الجنوبي، ليجعلها تزداد حرصا على ترسيخ مشروعها (خضراء ملونة) كجزء أساسي في مسيرتها الفنية.
1 الانطلاق إلى الفن التشكيلي من التراث، ألا تعتقدين أن هذا سيحصرك في نمط واحد؟
لا أعتقد ذلك، حتى لو فرضنا أن مسيرتي الفنية ستكون مرتبطة بالهوية الجنوبية الغربية بشكل تام سواء ذلك من خلال فن القط أو جوانب تراثية أخرى أجد نفسي أفكر بفكرة جديدة ومشروع آخر امتدادا لما بدأت به، لنطرح خضراء ملونة وفن القط كمثال، المشروع في بدايته الأولى في أواخر عام 2013 كان فقط عبارة عن 19 لوحة من الباستيل لبورتريهات نسائية، ومع مرور الوقت وتخرجي من قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود وجدت نفسي أرسم تصاميم جديدة أخذت خضراء ملونة إلى بعد آخر و إلى نسخة أفضل من التي سبقتها.
2 ما هي الميزة المرتبطة باللون الأخضر بحيث يمثل عنوانا لهذا الفن؟
اللون الأخضر سواء في الثقافة الإسلامية أو العربية أو حتى الثقافات الأخرى هو لون يرمز إلى الأمل، ومجتمعات قرى جنوب غرب المملكة هي في الغالب مجتمعات زراعية وبطبيعة الحال الخضرة ترمز إلى الخيرات التي سيحصدونها في مواسم الحصاد، كذالك (خضراء) هو اسم كانت الأسر الجنوبية تسمي بناتها به، وهو موجود حتى في نطاق عائلتي.
عند النظر إلى فن القط وطريقة بنائه فهو غالبا تبدأ به الفنانة بدهن القاعدة باللون الأخضر، سواء بالألوان الحديثة أو عصارة البرسيم ثم تبني أعلاها طبقات من الأشكال الهندسية والألوان المتنوعة فكان الاسم خضراء ملونة.
3 هل ترين في المخزون التراثي المحلي جوانب فنية وجمالية لم تكتشف بعد؟
الجوانب الفنية والجمالية التي اكتشفها شخصيا خلال تأملي للتراث تختلف عن تلك الجوانب التي يراها التشكيلي الآخر، ليس هنالك نهاية لاكتشاف جانب جديد في التراث وإعادة تعريفه بطرق مختلفة متجددة، سواء كان ذلك من خلال الفن التشكيلي، أو الصور أو صناعة الأفلام، الموسيقى...،
أعتقد أن تجربتي مع خضراء ملونة وفن القط تثبت ذلك، حيث إنها في نمو وتجدد مستمر. في جانب آخر قد تكون هنالك شواهد تاريخية وتراثية لم تكتشف بعد، ولسنا حتى هذه اللحظة على وعي بها، فأنا لا أستطيع الحكم على ذلك الجانب تماما.
4 ما الذي يميز فن القط الجنوبي في نظرك، وما الذي يقترب منه أو يشبهه عالميا؟
القصص التي من وراء هذا الفن، وارتباطه بجوانب الحياة الاجتماعية الأخرى داخل قرى الجنوب، من زراعة، أزياء، عمارة، رقصات شعبية. كذلك كونه فنا نسائيا بحتا لا يمارس إلا من قبل النساء حتى قبل دخول الألوان الصناعية كانت النساء يسعين لاستخراج الألوان من المصادر الطبيعية، بل كن عرضة للخطر والموت حتى يتمكن من استخراج الألوان والوصول إلى غاية الجمال في تزيين بيوتهن، هذا الفن ليس فقط أشكالا هندسية مختلفة وألوانا براقة، إنما هو توثيق وانعكاس لقوة المرأة الجنوبية ومكانتها في القرية.
هذا الفن يشبه فنون قبائل الازتك السحيقة في المكسيك، أتذكر أن هنالك فتاة أمريكية لاتينية للأسف لا يحضرني اسمها، كانت تتابعني على حسابي الشخصي في الانستقرام ولفت نظرها فن القط، وهي أول من لفت نظري إلى الشبه بينهم بل هي أول من عرفني على فن الازتك، وإن كنت مقصرة في الاطلاع عليه.
5 تتعاملين مع فن متوارث له خصوصيته البصرية واللونية..هل فكرت في إضافة شيء ما على هذا الإرث؟
لا أسعى أن أضيف شيئا إليه، بل لا أستطيع أن أجرؤ أن أفكر بإضافة شيء لهذا الفن، هو بطبيعة الحال فن تراثي كلاسيكي له رائداته، و يجب أن يبقى كذلك من دون أي إضافات، هذا لو أردنا التعريف به وبتاريخه وأصوله.
خضراء ملونة هو مشروع شخصي مستلهم من هذا الفن، بحيث أعيد تعريفه ضمن نطاق تجربتي الشخصية معه، وتلاعبي بعناصر هذا الفن، وإعادة تركيبها حسب تفاعلي مع هذه العناصر، ولأن هذا الفن لم يلق بقعة الضوء التي يستحقها رغم مجهودات الباحثين كالأستاذ علي مغاوي، والأستاذ أحمد نيازي والأستاذة هيفاء الحبابي وجدت نفسي قبل أن أعرف بخضراء ملونة وجب علي أن أتكلم عن هذا الفن ولو بشكل مختصر.
6 ما هو هدف دينا في المرحلة المقبلة، وما أبرز التحديات التي يفترض أن يتغلب عليها هذا الهدف؟
أهدف إلى العمل على استمرارية خضراء ملونة واستمرار نموها، ووجودها في مختلف المدن المحلية والعالمية.
كوني لا أزال مغمورة، هذا يشكل تحديا كبيرا لإثبات وجودي على الساحة التشكيلية المحلية والعالمية، وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين.