جامعاتنا والجودة

السبت - 19 نوفمبر 2016

Sat - 19 Nov 2016

وجه الزميل عبدالخالق المريط في هذه الصحيفة يوم السبت الموافق 14 محرم 1438 العدد 1007 رسالة إلى مدير جامعة جازان الجديد معالي (الدكتور مرعي القحطاني)، وبين في هذه الرسالة عددا من النقاط المهمة للنهوض بالجامعة وخدماتها التي تقدمها للطالب، والناحية الأكاديمية وجودتها، وما يجب على الجامعة مراعاته حيال عضو هيئة التدريس والابتعاث والهيئة الإدارية وسلبياتها بسبب عدم حصولهم على حقوقهم، مما لا يشجعهم على ممارسة عملهم الإداري بكل كفاءة.



فما ذكره الزميل عبدالخالق للنهوض بهذه الجامعة يتوافق مع ما كشفه معالي وزير التعليم من تسيب في الوزارة، نتيجة لجولات رقابية، ووجه بالمتابعة الدقيقة لجامعاتنا بمختلف أنحاء المملكة، ونحن نعرف أن جامعاتنا ومختلف كلياتها في المملكة تسعى للحصول على الاعتراف الدولي والجودة، وحصلت بعض كلياتها على هذه الميزة.



ولكن ما أشار إليه الزميل عبدالخالق يتوفر في كثير من جامعاتنا أكاديميا وإداريا، من سلبية في برامجها التي تقدمها ومحتواها الذي مضى عليه سنوات عدة بدون تغيير أو تطوير، وما يلاحظ سنويا في سلبية إجراءات القبول وتسجيل المواد الدراسية للطلبة، مما انعكس سلبيا على بداية الدراسة في موعدها، وحسب ما خطط لها، وكثرة تذمر أعضاء هيئة التدريس من وضعهم الأكاديمي والإداري وعدم مشاركتهم في المؤتمرات الدولية لنيل الخبرة العلمية والأكاديمية منها.



ونتج عن ذلك تدني مستوى الخريجين وضعف مشاركة الجامعات ومنسوبيها الأكاديميين في الخدمات المجتمعية التي تخدم المجتمع، وهذا يحتم على القائمين على وزارة التعليم إعادة هيكلة الوزارة وجامعاتنا وأنظمتها وبرامجها، وبما يتوافق مع النظرة العالمية للمملكة، وسعيها للتطوير وبصفة دائمة للتعليم وشرائحه وبما يتوافق مع خطة التحول الوطني (2020 ورؤية 2030) والتي تعتمد على رفاهية الموطن وجودة الخدمة المقدمة له والحياة العامة بصفة عامة، وبما يتوافق مع سياسة التعليم وأهداف الجامعات التي من أهمها إعداد المواطن المتميز لخدمة الوطن ومواطنيه وبإدارة مدربة وخبرة إدارية متميزة مستغلة الإمكانيات المادية والمعنوية المتوفرة والتي وفرتها حكومتنا الرشيدة وتفوق كثيرا من دول العالم والتي تبلغ أكثر من (ربع ميزانيتها العامة سنويا) للنهوض بهذه الجهاز في مستوى العالم المتقدم.



فالعنصر الأساسي في أي مؤسسة خدمية للمجتمع هو الإدارة والاهتمام بمنسوبيها وبكل ما يؤدي للنهوض بها، لأن الجودة وتحقيقها يعتمدان على العمل بروح الفريق في الإدارة وتحفيز منسوبيها نابعة من خطة استراتيجية رسمت لتلبية حاجات الوطن والمواطن، فلا جودة بدون إدارة متميزة ملبية حاجات الأفراد داخل مؤسستها ومراعية مبدأ التدريب المستمر ومبدأ المنافسة بينهم وبما يتميز بالإتقان وتحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة، لقول عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، اللهم اجعلنا من المهتمين بإتقان العمل سرا وعلانية.