فوز ترامب وتهاوي الأبراج العاجية
السبت - 19 نوفمبر 2016
Sat - 19 Nov 2016
لو سألتني عن أكثر اللحظات الصادمة في 2016 فلا أملك من إجابة سوى فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية. كيف ولماذا ومتى وأين؟ كل هذه الأسئلة تجول بخاطر المصدومين خصوصا داخل الأوساط اللبرالية والتقدمية الذين احتفلوا بكثير من اللحظات العظيمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما طوال السنوات الثماني الماضية. السنون الأربع القادمة ستكون بدون شك مليئة بالمفاجآت والتحولات على الصعيدين الداخلي والخارجي. صناديق الاقتراع تعتبر حساسات دقيقة ومباشرة لتوجهات الشعب كما هي بلا فلاتر أو تحليلات. ولعل فوز ترامب فرصة مناسبة للعودة إلى الحديث عن الأبراج اللبرالية العاجية أو «الفقاعة الالكترونية» التي يعيش فيها كثير من المتعاطين مع الشأن العام.
المثل العربي القديم يقول إن الطيور على أشكالها تقع وهذا المثل يسقط كذلك على مستخدمي الشبكات الاجتماعية، حيث يستطيع المستخدم أن يبني شبكته الخاصة من الذين تروق له تغريداتهم وآراؤهم ويريح نفسه من عناء الإنصات لمن لا يتفق معهم. هذا التجانس هو أحد أهم ميزات الشبكات الاجتماعية حيث تمتد آثارها إلى تشكيل تصوراتنا ومواقفنا المختلفة وسلوكنا. للأسف أن الشبكات الاجتماعية تعزز من هذا التوجه بشكل كبير لأنه يخدم ربحيتها، لكنه بالمقابل يحول الناس إلى خنادق صغيرة ومجموعات متشابهة في الرأي والسلوك لا تكاد ترى الرأي الآخر فضلا عن أن تستمع. هذه الفقاعة الالكترونية المتجانسة هي أهم الأسباب للصدمة الواسعة من فوز ترامب بعد أشهر طويلة من احتقار أثره ومواقفه.
بالطبع الشبكات الاجتماعية أدوات تقنية في نهاية الأمر، ولكنها في ذات الوقت أدوات تستند إلى دوافعنا وغرائزنا البشرية التي تدفعنا للركون نحو الأمان والإيمان بصوابية مواقفنا وأفكارنا وذلك ببناء العلاقات الاجتماعية مع أولئك الذين يشبهوننا والبحث عن المعلومات والأخبار التي تتفق دوما مع أفكارنا وآرائنا والتغاضي عن كل ما يتعارض مع أفكارنا وانحيازاتنا المسبقة. هذه الدوافع والغرائز لا تعرف «الرأي الآخر» تماما وهذا بالضبط ما يجعل الحديث عن الفقاعة الالكترونية في الشبكات الاجتماعية وأثرها على تصوراتنا ومواقفنا حديثا في غاية الأهمية.
أبسط الآثار الجادة المترتبة على ذلك هي الطريقة التي نتعاطى فيها مع الأخبار في الشبكات الاجتماعية، حيث سريعا ما نكون فريسة سهلة للأخبار المغلوطة والإشاعات الكاذبة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعية. فإلى جانب كون الشبكات الاجتماعية مصدرا هاما للأخبار بالنسبة للكثير فإنها كذلك مرتعا خصبا للأخبار الكاذبة وخصوصا تلك التي تنتشر بسرعة كبيرة. يتجلى هذا الأمر فيما نشره موقع إخباري أمريكي شهير يبين أن الأخبار الكاذبة حازت على تفاعل أكبر من الأخبار الموثوقة. وهذا ما دفع البعض إلى تحميل فيس بوك مسؤولية فوز ترامب من خلال ترك الباب مفتوحا أمام الأخبار المفبركة والتي غالبا ما كانت في صالح دونالد ترامب.
طريقة تصميم الشبكات الاجتماعية اليوم تفرض علينا تحديا كبيرا لتجاوز «الفقاعة» التي تحيط بنا والإنصات لما يقوله الآخر المختلف عنا. فالكل يبرع في استخدام خاصيات الـ «كتم» و«إلغاء متابعة» و«حظر» أولئك الذين لا تروق لنا سماع تعليقاتهم. ولكن الأقلية القليلة هي التي تفهم جيدا أهمية التواصل المستمر مع المختلفين عنهم بالحديث والحوار بل وبناء الصداقات مع أولئك الذين يحتقرونهم أو يرفضونهم، رغم ما يتطلبه هذا الأمر من تركيز وجهد وصبر. هذا التواصل مع الآخر ليس هذرا أو دعاية بل محاولة جادة لمقاومة الدوافع والغرائز الطبيعية بما فيها الانحيازات القاتلة التي تعمي البصر والبصيرة.
نشر مركز Pew للأبحاث دراسة عن استهلاك الأخبار وجد فيها أن:
62 % من الأمريكيين يستقون الأخبار من الشبكات الاجتماعية.
44 % يستقون الأخبار من فيس بوك.
10 % يستقون الأخبار من يوتيوب.
9 % يستقون الأخبار من تويتر
المثل العربي القديم يقول إن الطيور على أشكالها تقع وهذا المثل يسقط كذلك على مستخدمي الشبكات الاجتماعية، حيث يستطيع المستخدم أن يبني شبكته الخاصة من الذين تروق له تغريداتهم وآراؤهم ويريح نفسه من عناء الإنصات لمن لا يتفق معهم. هذا التجانس هو أحد أهم ميزات الشبكات الاجتماعية حيث تمتد آثارها إلى تشكيل تصوراتنا ومواقفنا المختلفة وسلوكنا. للأسف أن الشبكات الاجتماعية تعزز من هذا التوجه بشكل كبير لأنه يخدم ربحيتها، لكنه بالمقابل يحول الناس إلى خنادق صغيرة ومجموعات متشابهة في الرأي والسلوك لا تكاد ترى الرأي الآخر فضلا عن أن تستمع. هذه الفقاعة الالكترونية المتجانسة هي أهم الأسباب للصدمة الواسعة من فوز ترامب بعد أشهر طويلة من احتقار أثره ومواقفه.
بالطبع الشبكات الاجتماعية أدوات تقنية في نهاية الأمر، ولكنها في ذات الوقت أدوات تستند إلى دوافعنا وغرائزنا البشرية التي تدفعنا للركون نحو الأمان والإيمان بصوابية مواقفنا وأفكارنا وذلك ببناء العلاقات الاجتماعية مع أولئك الذين يشبهوننا والبحث عن المعلومات والأخبار التي تتفق دوما مع أفكارنا وآرائنا والتغاضي عن كل ما يتعارض مع أفكارنا وانحيازاتنا المسبقة. هذه الدوافع والغرائز لا تعرف «الرأي الآخر» تماما وهذا بالضبط ما يجعل الحديث عن الفقاعة الالكترونية في الشبكات الاجتماعية وأثرها على تصوراتنا ومواقفنا حديثا في غاية الأهمية.
أبسط الآثار الجادة المترتبة على ذلك هي الطريقة التي نتعاطى فيها مع الأخبار في الشبكات الاجتماعية، حيث سريعا ما نكون فريسة سهلة للأخبار المغلوطة والإشاعات الكاذبة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعية. فإلى جانب كون الشبكات الاجتماعية مصدرا هاما للأخبار بالنسبة للكثير فإنها كذلك مرتعا خصبا للأخبار الكاذبة وخصوصا تلك التي تنتشر بسرعة كبيرة. يتجلى هذا الأمر فيما نشره موقع إخباري أمريكي شهير يبين أن الأخبار الكاذبة حازت على تفاعل أكبر من الأخبار الموثوقة. وهذا ما دفع البعض إلى تحميل فيس بوك مسؤولية فوز ترامب من خلال ترك الباب مفتوحا أمام الأخبار المفبركة والتي غالبا ما كانت في صالح دونالد ترامب.
طريقة تصميم الشبكات الاجتماعية اليوم تفرض علينا تحديا كبيرا لتجاوز «الفقاعة» التي تحيط بنا والإنصات لما يقوله الآخر المختلف عنا. فالكل يبرع في استخدام خاصيات الـ «كتم» و«إلغاء متابعة» و«حظر» أولئك الذين لا تروق لنا سماع تعليقاتهم. ولكن الأقلية القليلة هي التي تفهم جيدا أهمية التواصل المستمر مع المختلفين عنهم بالحديث والحوار بل وبناء الصداقات مع أولئك الذين يحتقرونهم أو يرفضونهم، رغم ما يتطلبه هذا الأمر من تركيز وجهد وصبر. هذا التواصل مع الآخر ليس هذرا أو دعاية بل محاولة جادة لمقاومة الدوافع والغرائز الطبيعية بما فيها الانحيازات القاتلة التي تعمي البصر والبصيرة.
نشر مركز Pew للأبحاث دراسة عن استهلاك الأخبار وجد فيها أن:
62 % من الأمريكيين يستقون الأخبار من الشبكات الاجتماعية.
44 % يستقون الأخبار من فيس بوك.
10 % يستقون الأخبار من يوتيوب.
9 % يستقون الأخبار من تويتر