شاهر النهاري

مجموعة واتس اب وزارية

الجمعة - 18 نوفمبر 2016

Fri - 18 Nov 2016

يمتلئ هاتف كل منا بمجموعات واتس اب للمرتبطين معه بعلاقات أو صفات أو أحداث معينة.



فعلى سبيل المثال أجد في هاتفي مجموعة لأسرتي الصغيرة نتعايش فيها وكأننا من مخلوقات زمن الطيبين نسكن بيتا واحدا، ونمكث طوال الوقت في غرفة جلوس واحدة نتناقش في كل صغيرة وكبيرة.



وعندي مجموعات متعددة لزملائي الأطباء، وكل واحدة منها تضم مجموعة منهم، وحسب فترة تعارفنا، وأمزجتنا، فهذه مجموعة أيام الدراسة، وتلك لما بعد التخرج، ومجموعات العمل في المستشفيات المختلفة، ومجموعة الدراسات العليا، وغيرها.



كما يزخر هاتفي بمجموعات أخرى للعشيرة الكبرى، ومجموعات لأجزاء معينة منها، وحسب نقاط التلاقي بيننا كأعضاء في العمر والفكر والأنشطة.



ثم تجد مجموعات مخصصة للأصدقاء، مثل شلة اجتماع نهاية الأسبوع، وشلة الاجتماع بمقهى، وغيرهما.



ومجموعات للزملاء الإعلاميين، وللأدباء، والشعراء، وكتاب الرأي، ولنا مجموعة مميزة عجيبة أسميناها (مقال)، وهي مخصصة فقط للمقالات اليومية لكتاب الرأي من داخل وخارج المملكة، بأعضاء يفوقون المائة، وقد حرصنا على وضع القوانين الصارمة لها، فلا نسمح فيها بأي نقاش، أو مداخلات أو تحميل مقاطع فيديو، أو أي موضوع لا يكون مقالا صحفيا.



وقد عانينا كثيرا في محاولاتنا للسيطرة على أعضائها، ممن يريدون أن يجعلونها مثل أي مجموعة عادية، وتعنتنا كثيرا.



وقد اضطررنا لعمل مجموعة إدارية رديفة لمن يديرون المجموعة على مدى الساعة، بحيث نناقش فيها أي قرارات قبل اتخاذها في المجموعة الأساسية.



ويحدث في هذه المجموعات الكثير من الحوارات والمداخلات والمشاحنات، ومن الأشياء المثرية للعقل، والمنعشة للنفس، والبناءة والجميلة، وفي بعضها يحصل بعض التنغيص، والغضب، بناء على أمزجة المتواجدين فيها، ومدى هضمهم واحترامهم لبعضهم، ووجود العنصريات المختلفة من عدمه، وحسب المواضيع المطروحة، ووجهات النظر، والمجريات اليومية، والأحداث المحلية والعالمية.



ودعوني هنا أعود للعنوان، فهل كل المتشاركين في مهنة، أو مرحلة عمرية أو زمنية يمتلكون مجموعة وتسابية؟



وعلى سبيل المثال فهل أصحاب المعالي الوزراء يمتلكون مجموعة خاصة بهم، وهل يتناقشون فيها بكل أريحية، وهل يقومون بالرد فيها بأنفسهم، أم يوكلون بذلك مديري مكاتبهم؟



هل يناقشون ما يحدث حولنا بكل أريحية، ودون ألقاب، ولا مجاملات، ودون تمرير؟



هل تثيرهم مواضيع معينة، فيطرحونها للنقاش الحر، مثل حادثة برنامج الثامنة؟



هل يقومون بإزالة من يرحل عن وزارته، وضم الأعضاء الجدد، وهل يكون العضو الجديد أكثر نشاطا لإثبات الحال، أم إنه لا يتداخل مطلقا إلا حينما يوجه له سؤال؟



هل لهم ترتيبات معينة لمجموعتهم، فيكون لها وقت تداول معين يحترم، فلا يسمحون بأي مداخلات في خارجه، وهل يطرحون في بعض جلساتهم نفس ما نطرحه نحن من مقاطع، ومن مقالات، ويتم التباحث فيها، أم إنهم يعملون مثلما نعمل في مجموعتنا (مقال)؟



كل ذلك وأكثر يدور في مخيلتي وأنا أدور بين مجموعاتي العديدة، ويجعلني أتمنى أن أعرف الأجوبة.



المشكلة في مجموعة وزارية مماثلة هو حجم وسرية ما يمكن أن يكون فيها من معلومات ونقاشات، والخوف كل الخوف لو تمكن أحد (الهكرز)، من الدخول إليها، ونشر ما يجده فيها على الملأ.



ولعل لي سؤالا أخيرا وهو رجاء بقبول عضويتي معهم، وأعدهم بالتزام الصمت المطبق!



[email protected]