جامعة الإمام السد المنيع

الجمعة - 18 نوفمبر 2016

Fri - 18 Nov 2016

هي ليست مجرد منارة علم أو علم يستنار به، وهي ليست مجرد صرح علمي نفتخر به يخرج الأجيال تلو الأجيال لفرد الوطن وقطاعاته، وهي ليست مجرد قطاع تعليمي، بل جامعة الإمام تتعدى ذلك كله بكونها سدا منيعا أمام محاولات التضليل والضلال، وحارسا أمينا على جوهر العقيدة الإسلامية السمحة، خاصة في هذا التوقيت الذي نعيشه اليوم والظروف التي نمر بها وتلك الحرب الشعواء على ديننا الحنيف التي ما عادت جيوشا تحاربنا ولا أفكارا من خارجنا، بل أصبح الوضع من الخطورة بمكان أن أوجدوا من بيننا من يعتنق الإسلام لفظا وإعلانا وفي داخله ألف شيطان وشيطان.



شبابنا اليوم وهم يعيشون مرحلة التطور الشامل وإعادة البناء السليم للكثير من المفاهيم العلمية والعملية فإنهم بحاجة ضمن هذه الأجواء إلى أن يستمروا بنهل العلم الشرعي الصحيح، كما نحتاج نحن أيضا لرفدنا كمجتمع وأفراد بالمؤهلين علميا على مساعدتنا في شؤون ديننا ودنيانا، وهنا يأتي دور جامعة الإمام لتقدم لنا هذه الحلول بثقة واعتماد لكونها مؤتمنة، ولكونها تدار بعقلية العلم وبعقلية الشريعة السمحة التي تسعى لخدمة الإنسان وتحسين معيشته والتسهيل عليه بما يرضي ربه ولا يتنافى مع شريعته سبحانه وتعالى.



رسالة أوجهها من هذا المنبر إلى معالي مدير الجامعة وقبل أن أشكره وأثني على جهوده التي يستحق عليها الشكر والثناء، أقول له يا معالي الأستاذ الدكتور إن الظرف الآن ظرف عصيب وخطير جدا تعيشه أمتنا الإسلامية والعربية على حد سواء، وإن التمسك بالأصول الصحيحة أمر ليس بسهل، وهنا نتلمس دائما قول نبينا عليه صلوات ربي وسلامه حين أشار لزماننا هذا إن القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من نار، نعم فبين من يستغله أعداء الدين من تفسيرات خاطئة ولوي عنق أحكام الشريعة لتشويه صورة الإسلام ومد أعدائه بمواد يستغلونها ويحتكمون إليها كما تفعل داعش وكما يفعل حزب حسن نصر اللات والملالي في طهران وأذنابهم، نعم معالي المدير، يحتاج إلى وقفة أعلم أنها ليست سهلة بل صعبة جدا كالقابض على جمرة من نار.



الدولة لا تفرض على شعبها شيئا ولا تلزمه إلا بما ألزمنا إياه ربنا عز وجل في دينه ورسالة خاتم أنبيائه، وهي تقدم كل ما يجب تقديمه للعلماء لكي يضطلعوا بالدور المنوط بهم ويحملوا الأمانة، أفليس هم أكثر من يخشى الله ويعرفه حق المعرفة، وجامعة الإمام ممثلة بكل هيكلها الإداري والتدريسي والطلابي عليهم أمانة كبيرة، شكرا لهم على ما قدموه ويقدمونه، لكن المزيد ما نطلبه ونحن نعلم أنهم قادرون عليه ومستعدون له بإدارة سليمة وحكومة رشيدة وشعب يراعي ضميره وخشية ربه في كل شيء.

جامعة الإمام هي كل ما قلت أعلاه صرح ومنارة ومدرسة وهي سد منيع وحارس أمين، والأهم أنها من رحم المجتمع السعودي، والأقدر على اختيار اللغة المناسبة التي يفهمها غالبية الشعب في الحوار والطرح والنقاش، فجزاهم الله عنا كل خير وسدد على طريق الحق خطاهم نصرة للدين وإرضاء لله عز وجل وخدمة للإنسانية جمعاء في هذا الوطن الأغلى بترابه الطاهر الشريف.