نصبوه يعقل!

الخميس - 17 نوفمبر 2016

Thu - 17 Nov 2016

ربما ينطبق المثل الشعبي «زوجوه يعقل» على الحالة الترامبية مع تعديل بسيط في المعنى؛ «نصبوه يعقل»، لأن مثلنا الأول لا يأتي بالامتيازات المأمولة خصوصا إذا كانت امتيازات الزوجة بقوام وجمال وملوحة وطول السلوفينية «ميلانيا ترامب»!



فوز دونالد ترامب يعد المعادلة التي قلبت الموازين السياسية في العالم، وهو المعجزة التي ولدت قيصريا بشكل مشوه، ولم يتوقع اختصاصيو المواليد أن ينقذوا هذا الرحم من ولادة جنين مشوه عقليا، ولم يكن أحد في هذا الكون يتوقع أن يفوز برئاسة أعظم دولة في العالم رجل «مخبول» فكيف لهذا العالم المعتوه أصلا أن يقوده معتوه؟ ولكن في السياسة يمكنك توقع ما لا يحدث وما لا يمكن حدوثه حد عته الأفواه المشدوهة. فبقدر انشغال الأوروبيين بفكر ترامب وسياسته الخارجية ودراسة سيكولوجيتيه المختلة، رحبت إسرائيل بهذا الفوز ومثيلتها روسيا التي أبدت حالة الانفراج والارتياح، وبقدر ما قلق الإيرانيون وتحسسوا عمائمهم اهتم شباب الشارع العربي بتعرجات جسد بنت ترامب، واجترار تاريخ وفضائح زوجته وتبادل صورها المنشورة على أغلفة مجلات بلاي بوي!

في السياسة الأمريكية لا يهم سواء حكم دونالد ترامب أو كيم كارديشيان، فالسياسة الأمريكية واحدة لا تحيد، ويديرها مطبخ مصنف عسكريا واستخباراتيا وسياسيا، وليس على الرئيس سوى أن يقرأ المفكرة اليومية التي توضع علي مكتبه كل صباح ويوقع عليها، ولكن ما يهمنا نحن ألا نسير وفق المثل العربي الشهير «عدو عاقل خير من صديق جاهل»، وأن نؤمن بالمثل الآخر «خبل مع مصلحتك أفضل من عاقل ضدها»، فعلى ما يبدو أن الأمر لم يعد يجدي سياسيا في ظل هذه الظروف المتلاطمة والمتراكمة والمتفاقمة والمتقلبة مع كل ريح تسفها، فكم من العقلاء الراكدين والراكزين والذين وثقنا بهم خذلونا، وأولهم الرئيس أوباما ووزيرته «كلينتون» اللذان كانت لهما مواقف مشينة إبان ثورة مصر واضطرابات البحرين، بمقولتهما «ضبط النفس»، ناهيك عن مد يد العون من خلفنا ومصافحة الإيرانيين، تلك المصافحة التي كانت ثمرتها الاتفاق النووي (5+1).



ما يميز ترامب أنه ضد الاتفاق النووي الإيراني (5+1) والذي وصفه حرفيا بقوله «إن المفاوضات التي أجريناها مع إيران هي أسوأ مفاوضات رأيتها في حياتي، وإنها تعتبر عارا على الولايات المتحدة وإدارة أوباما».

يبقى القول أخيرا، إنه ربما يظهر من المجنون عقل، خير من أن يظهر من العاقل جنون، فهذا شيء جيد بالنسبة لنا، وعلينا أن نوظفه وندفعه لصالحنا، ولنوظف جنونه تجاه عدونا على الضفة الأخرى من الخليج!