فايع آل مشيرة عسيري

مستشفى محايل .. النقد والواقع

تفاعل
تفاعل

الخميس - 17 نوفمبر 2016

Thu - 17 Nov 2016

ظل وما زال مستشفى محايل العام فصلا مثيرا للجدل والنقاش المبرر وغير المبرر دون هوادة أو تأن من الإعلام الذي تكتسيه العاطفة كثيرا دون المنطق، إما مقالا لاذعا أو رسما كاريكاتوريا ساخرا، أو مقطع فيديو خلسة لا يشعر به أحد، أججه إعلام مفتوح للداخل والخارج دون مهنية أو احترافية، حتى بات الجميع يدعي وصلا بليلى الإعلام، وباتت معه الحقيقة غائبة تماما عن المشهد وفق مبدأ «خذوهم بالصوت» دون الوقوف والإنصات لصوت العقل.



هكذا تستمر النظرة التشاؤمية والتي تصل لحد السوداوية القاتمة التي لا ترى غير الظلام طريقا لها، وإن هذا المستشفى تحديدا صورة نمطية معتادة لصورة ذهنية مشوشة مهترئة قد ترسبت من القديم إزاء موقف شخصي أو موقف عرضي عابر مثلا، وقس على هذا الكثير والكثير، رغم كل الإدارات التي تعاقبت عليه وحرصها وتفانيها ومحاولات التصحيح والإصلاح، واعترافها بالتقصير غير المقصود في ظل الكثافة العددية والمتزايدة التي تفوق الـ(380) نسمة من خلال (25) مركزا صحيا إضافة للتحويلات من مستشفيات تهامة قاطبة، وكذلك كثرة حوادث السيارات والحالات الحرجة، وهذا يعود لموقع المدينة الحيوي والنشط وتزايد أعداد المراجعين والزوار لكثرة القادمين والعابرين للمحافظة.



ولعل إحصائية الأعوام الماضية تعطي الأحقية المطلقة لما يعانيه مستشفى محايل من ضغط هائل عطفا على الإحصائيات السابقة، فقد استقبل قسم الطوارئ أكثر من الـ(230) حالة، ومن بين ركام الانتقاد وحمى الشخصنة وتضخيم الأحداث نرى بين ظلام الوقت العصي والصعب جدا بارقة أمل ورحلة طموح وكفاح رفعت راية التحدي مبكرا كي تمنح المريض الأولية في كل شيء بشعار (المريض أولا) تاركة لحطاب الليل والمثبطين الكلام، إنها شخصية الإداري المحنك الأستاذ محمد زيد هذا الابن البار بمدينته محايل الأم، وقبل التحدي بإدارة مستشفى محايل رغم كل التحديات والمعوقات من حوله، وبدأ رحلة الألف ميل بخطوة تحسب له، وذلك بتوسعة قسمي الطوارئ والعيادات الخارجية، وإحداث تغيرات في الأقسام الإدارية، ومساحات أكثر رحابة لصالات الانتظار وتزويدها بشاشات عرض تثقيفية، وزيادة عدد الأسرة في مختلف الأقسام الطبية، هذا في ظرف شهر واحد من استلام مهامه كمدير للمستشفى، واستمر في تقديم الغالي والنفيس والمثابرة حتى قام باستحداث كابينة لكل مريض داخل العناية المركزة، وتم استحدث ملاحظة لقسم الرجال والنساء بالطواري بـ(18) سريرا بدلا من (10)، ورفع سعة غرفة الإنعاش القلبي الرئوي من (3) إلى (9) أسرة وإضافة مبنى إضافي لقسم المختبر لاستيعاب عدد من الأجهزة الحديثة، كما تم تشغيل (4) مراكز صحية مستحدثة في الربع الأخير من عام 1437 وهي مركز الرعاية الأولية بسحـر آل عاصم، ومركز الرعاية الأولية بتيَّة آل عيسى، ومركز الرعاية الأولية بالحشف، ومركز الرعاية الصحية الأولية بالرفود.. إضافة إلى تطوير قسم الطب المنزلي من خلال تخصيص مبنى مستقل بخدمات متكاملة ليصبح من أفضل الأقسام على مستوى المنطقة، وتم تطوير وتحديث عيادة الزواج الصحي التي انعكست إيجابا على متلقي الخدمة، كما حظي المستشفى بدعم قوي من القوى العاملة من مختلف التخصصات والاستفادة من برنامج التشغيل الذاتي في المنطقة رغم عدم إقراره في المستشفى.. وكان للمستشفى دور الريادة والإيثار حيث تبنى عدة مبادرات إنسانية اجتماعية يدركها المراجع للمستشفى منذ الوهلة الأولى، فقد تنازل العاملون في المستشفى عن المواقف القريبة من المستشفى للمرضى والمراجعين، وتم تخصيص وتحديث مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة .. وأطلق المستشفى عدة برامج وندوات توعوية تثقيفية وتوعوية صحية على سبيل المثال لا الحصر ندوة وازن حياتك عن مرض السمنة، فقد استضاف فيها أطباء في تخصص جراحة السمنة، وعمل مداخلة مع عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق، وإقامة مؤتمر الجراحة الأول في المنطقة، كما تمت استضافة أمهر جراحي المنطقة واستحداث عيادة المشورة والفحص الطوعي.



ومضة:

حين يأتي خطاب الشكر والتقدير من أمير المنطقة فيصل بن خالد، حفظه الله، تقديرا لجهد يذكر فيشكر لمدير مستشفى محايل القدير محمد زيد فهذا مؤشر إيجابي كي نرى المستقبل أكثر حسنا وإشراقا وتفاؤلا.