إبراهيم خليل البراهيم

كلمتك مسؤوليتك!

الأربعاء - 16 نوفمبر 2016

Wed - 16 Nov 2016

الكلمة التي تتفوه بها ليست مجرد نبرة وحروف، الكلمة مسؤولية وأمانة تحتم عليك التفكير قبل النطق بها كونها ملكك قبل صدورها، أما إذا صدرت هي التي ملكتك وأصبحت مسؤولا عنها ومحاسبا!



فالله عز وجل يقول في محكم التنزيل {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} يحصي الكلمة الحسنة وثوابها والسيئة وإثمها.



أدرك حكماء العرب قديما أهمية الكلمة فقالوا العديد من الأمثال أشهرها رب كلمة قالت لصاحبها دعني!



الكلمة توقد الحروب وتوقفها، وتدخل المرء الإسلام وقد تخرجه من الملة، ويحصل بها البيع والشراء، ويتم بها الزواج وأبغض الحلال «الطلاق».



كلمة الإنسان وحديثه نتاج تفكيره ومستوى إدراكه وفهمه، حيث قال الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه «الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام»، حيث تتوافق هذه العبارة وتتسق مع قصة الفيلسوف اليوناني سقراط عندما وقف أمامه رجل وسيم المنظر وأنيق الهندام يتبختر بلباسه ويفاخر بمظهره فقال له عبارته الشهيرة «تكلم حتى أراك»، إذ الكلمة تكشف الأقنعة وتظهر تفكير الشخص ومنطقه متجليا بلا ستار.



قد يندم الإنسان أشد الندم بسبب كلمة أو عبارة لكن يندر أن تجد شخصا ندم بسبب صمته، فالصمت أبلغ كلام والصمت لغة العظماء وبالصمت تكون الهيبة، لكن حتى الصمت المطبق لا يقل سوءا عن الثرثرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم حدد لنا آلية الصمت بمقياس دقيق جدا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، متى ما كان في حديثه الخير تحدث، ومتى ما كان فيه شر صمت.



الحكمة ضالة المؤمن دوما ومن الحكمة أن تختار وتميز بالعقل الذي أكرمك وميزك الله به الوقت والموقف المناسبين قبل إطلاق كلمتك، وهل من الحكمة أن تنطق بها أم لا؟



لا تستهن بكلماتك وأنها ليست محل تأثير، كل كلمة مؤثرة، فاليوم انتفى مفهوم وسائل الإعلام حتى أصبح كل فرد وسيلة إعلام مستقلة بمفرده؛ التغريدة أو الرسالة قد تحدث فرقا وتصنع التغيير، لكن الأهم أن تكون إيجابية وشاهدة لك لا عليك.



ومضة: قال سقراط قديما تكلم حتى أراك، أما اليوم فالأنسب غرد حتى نعرف من أنت!